للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جئت بالذل للزيارة يوماً ... راجياً محو زلتي وذنوبي

وتشفعت بابنة ابنة طه ... سيد الرسل ملجأ المكروب

جازماً أن أنال منه مرادي ... آئياً من عطاه بالمطلوب

وله مشجراً

سلوه لماذا يستبيح دم الصب ... أيحسب إن الحب فيه من الذنب

يضل ويهدي من يشاء كما غدا ... يميت ويحيى بالتباعد والقرب

دعا لهواه القلب مرسل صدغه ... فراح يلبيه الفؤاد من اللب

يبيت به جفني القريح مسهداً ... ويصبح فيه الطرف أحير من ضب

بمن جعل الورد الجني مسيجاً ... بآس عذار طيب نفحه طبي

كفيت عناءي فيه داوي بلثمه ... حريق لظى وجد تسعر في القلب

ربيب فؤادي إن صبري خانني ... وضاق لفرط الوجد فيك فضا رحبي

يقيك الهي لوعتي وتولهي ... بحبك فرج بالاجابة لي كربي

وللمترجم غير ذلك وكانت وفاته في ليلة الجمعة وقت السحر في منتصف ذي الحجة سنة سبع عشرة ومائة وألف ودفن بمقبرتهم بباب الصغير رحمه الله تعالى.

[علي الشرواني]

علي بن إبراهيم بن محمد أكمل الدين الزهري الشرواني المهاجر إلى المدينة المنورة الشيخ الكامل الفاضل الورع الزاهد الحنفي الصوفي النقشبندي قدم المدينة المنورة من بلاده سنة ثمان وسبعين وألف وتوطنها وكان ملازماً للجماعة مواظباً على اقراء الدروس لا يحب مجالسة أهل الدنيا ودرس بالمثنوي في الروضة المطهرة وكان يقريه بمعرفته باللسان الفارسي لما تولى مشيخة الاسلام بدار السلطنة ابن خال أبي المترجم فيض الله أفندي الشرواني أرسل إليه منصب افتاء المدينة المنورة فلم يقبلها وردها إليه وألف مؤلفات نافعة منها جامع المناسك ومهمات المعارف الواجبة على العباد في أحوال المبدأ والمعاد ودليل الزائرين وأنيس المجاورين في زيارة سيد المرسلين وأقصى المطالب وخلاصة التواريخ وغير ذلك من المؤلفات وكانت وفاته بالمدينة في جمادي الثانية سنة ثمان عشرة ومائة وألف ودفن خلف سيدنا إبراهيم بالبقيع رحمه الله تعالى رحم الله المترجم خاف عن أعباء الافتاء.

[السيد علي العطار]

السيد علي بن السيد إبراهيم بن السيد جمعة العبسي سبط الكيلاني الشهير

<<  <  ج: ص:  >  >>