انبوب ما بين كل عقدتين من القصب وكعوب الرمح النواشز في أطراف الأنابيب الصحاح فلا يعتمد ما في المصباح والقاموس عن تفسير الكعب كما نبه عليه ناج العروس انتهى ولكن ثم نفوس من الفكر طائشة لا تحسبها إلا من ناهل الحمام عائشة فهي تستدعي بعض مألوفاتها لا عن رويه طامعة في حسوة من الأماني أما قذية أو روية وذلك لدفع صائل لا يتوقع طائل وإلا فكلنا يعرف زمانه ويعلم إن النهوض فيه زمانه وقد طلبنا فلم نجد غير قصرك البهي من النوازل مفراً ولا مثل ساحته للأمن من الغوائل مقراً إذ هو القصر الذي أقرت له القصور ولبست منه الشعري العبور ثوب الغيور فعسى ما عز على العيان من لقياك نستنشق فيه من مواطئك عرف رياك فإن أذنت فمثلك منزه عن التقاضي ومثلنا موله بالتقاضي ولك الفضل الذي إذا كشر الدهر عن نابه تكشف الجوادت عنابه والثناء على سجيتك ثناء الروض المونق على الغدير المغدق والسلام على خلقك العاطر سلام النسيم على الغصن الناضر
وبقيت في يوم أغر مبشر ... بسعادة غراء تطلع في غد
لتقيم كل مأود وتنيم كل ... مسهد وتضم كل مبدد
وللمترجم
ومنذ حللنا مصبحين بروضته ... وقابلنا سلسالها بصفائه
وهب نسيم الغرب يسحب ذيله ... بنفحة طيب فاح عرف ذكائه
وقام للقيانا خطيب هزارها ... على فنن يتلو ضروب غنائه
وأفرشنا فيها الربيع مطارفاً ... وجر علينا اللهو فضل ردائه
تراقصت الأغصان في جنباتها ... وصفق فوق النهر راحة مائه
وأسكرنا من طيب راح حديثه ... نديم ندامى جملوه برائه
أكب إلى أن قلدته عقودها ... مدامة شمس أشرقت بسمائه
وجاء لنا يلقى نثير حبابها ... فشنف منا السمع عند لقائه
ورحت ومن أنفاسه بي نشوة ... كنشأته بالراح عند جلائه
وله
خلت سواداً في بياض خد من ... أربى على الشموس في إشراقه
حيرني ثم أضاء ثغره ... رأيته الأهداب من عشاقه
وله في مقام السيدة زينب رضي الله عنها