العلامة المدقق أمام أهل الحقيقة وفرد الوقت ووحيده كان صوفياً قطباً خاشعاً مربياً زاهداً ورعاً جامعاً بين الظاهر والباطن وله من التأليف شرح الحكم للشيخ محين الدين ابن العربي وشرح رسالة الشيخ أرسلان رضي الله عنه وشرح مواقع النجوم للشيخ الأكبر رضي الله عنه وشرح عوامل الجرجاني وشرح تصريف العزي وحاشية علي شرح العقائد للقيرواني قدم إلى دمشق وقطن أولاً في المدرسة السليمانية ثم تحول إلى جامع العداس بمجلة القنوات ثم إلى دار في محلة القيمرية ثم أسكنه عنده نقيب الأشراف بدمشق المولى السيد حسن بن حمزة وأخذ له داراً لصيقة لداره واستقام بها وظهر علمه واشتهر وقصده الخاص والعام ودرس وأفاد وكأنت له كرامات خارقة لا تأخذه في الله لومة لائم وللناس به اعتقاد وافر وكأنت وفاته بدمشق في رابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائة وألف وكان مرضه نحو عشرة أيام ودفن بتربة مرج الداح وسيأتي ذكر ولده عبد الرحمن في محله رحمهما الله تعالى.
[حسن الحلبي المعروف بشعوري]
حسن الحلبي نزيل قسطنطينية المعروف بشعوري الأديب ولد بحلب وارتحل إلى اسلامبول وصار من زمرة الكتاب ثم صار من خلفاء قلم المالية وكان مشهوراً بالمعارف شيخ معمر بالصلاح ومن آثاره بانشاء اللغة التركية كتاب جمع فيه اللغات الفارسية وكتاب دستور العلم للمولى رياضي أيضاً ذيله بذيل وبند عطار المشهور قابله من نظم التركي بمؤلف قدر أبياته وترجمه وديوان أشعاره باللغة التركية مشهور ورأيت من نظمه أشياء وأما في اللغة العربية فلم أر له أثراً بذلك وكأنت وفاته في سنة خمس ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[حسن المصري]
حسن المصري الفيومي نزيل دمشق الشيخ العالم العامل الفاضل الورع العابد الناسك المجتهد كان من العلماء الفحول بارعاً في العلوم وله يد طائلة في النحو حتى قرئ عليه شرح القطر للفاكهي مراراً وإذا ظهر في بعض النسخ تحريف يقول عبارته كذا وكذا وله شهرة في علم القراآت واشتغل عليه الناس بطريق الجمع وكأنت له أيضاً مهارة في علمي المعاني والبيان وله مشاركة في بقية الفنون لا سيما الفقه وعلم الكلام وكان كوكب الولاية على ذاته لائح وبدر أسرار الهداية الربانية عليه سناه واضح قدم دمشق في سنة مائة وألف واستوطنها وأنتسب إلى بني السفرجلاني رؤساء دمشق وأدوه بأسعا فهم ودرس بدمشق وأفاد وتلمذ له