عن خاطره شيء من ذلك القديم والحادث مع معرفة أحوالهم وكيفياتهم وكان قوالاً بالحق يصدع الكبير والصغير ولا يبالي شديداً جسوراً صلباً قدوة ولد بقسطنطينية دار الخلافة في سنة سبع وتسعين وألف وربي يتيماً لكون والده توفي وهو صغير كما قدمنا ذلك في ترجمته وقرأ على جماعة بدمشق وغالب مشايخه الشيخ أحمد المنيني وأعظم قراءته على العلامة الشيخ عبد الرحمن المجلد وقرأ وأخذ عن الشيخ علي المنصوري المصري نزيل قسطنطينية وشيخ القراء بها والشيخ الياس الكردي نزيل دمشق والشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ محمد الحبال والشيخ عبد الجليل المواهبي والشيخ محمد الكاملي وعبد الغني بن إسمعيل النابلسي والشيخ يونس بن أحمد المصري وعبد الله بن سالم البصري والشيخ عبد القادر التغلبي قال تغلب بفتح التاء وكسر اللام وتغلبي بفتح اللام فتحوها في النسبة انتهى والشيخ أحمد النخلي المكي وتخرج عليه جماعة من الفضلاء وزمرة من النبلاء وأقرأ دروساً عامة وخاصة وفي أول أمره كان يقرئ حذاء باب المنارة الشرقية في الجامع الأموي ثم انتقل آخر عمره إلى حجرته في الباذرائية وإلى داره في ظاهر دمشق بالمحلة الموسومة بطالع القبة من الباب الشرقي وكانت الطلبة يهرعوت إليه في المحلين وكان عنده كتب كثيرة معتبرة جعلها للعارية لا يمسكها عن مستفيد ولكن كان فيه شائبة تعصب لمذهبه واعتراضات على مذهب غيره وكان يقرئ نهار الأثنين بعد الظهر حذاء مرقد سيدي يحيى عليه السلام صحيح مسلم وشرح منه جملة وله ترجمة للحافظ ابن حجر العسقلاني في مجلد وألف تاريخاً لأبناء العصر وأخفته ورثته بعد وفاته ولم يبن له أثر وداوم على اقراء العلوم والمطالعة آناء الليل وأطراف النهار وكان الناس يقصدونه في عمل المناسخات والفتاوي والواقعات ولم يزل على حالته هذه إلى أن مات وكانت وفاته في رجب سنة سبعين ومائة وألف ودفن بتربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه عن خمسة أولاد ذكور مات منهم أربعة في طاعون سنة أربع وسبعين ومائة وألف والخامس توفي في سنة ست وثمانين ومائة وألف وتفرقت كتبه أيدي سبا وضربتها يد الدهر رحمهم الله تعالى قال المصحح وللدهر عادة في تفريق الكتب وحبسها بيد الجهال وقد جرى ما جرى في دخول هلاكو خان إلى بغداد وتفصيله في التواريخ وأحيا سنته من جاء بعده فإلى الله المشتكي انتهى.
[عبد الله الحلمي]
عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنان الحلمي الحنفي الاسلامبولي الفاضل المحدث المفسر رئيس القراء ولد سنة ست وستين وألف أخذ أولاً عن أبيه ثم عن