من العلم والدنيا فبدولته تضرب الأمثال حتى إنه في يوم واحد أضاف سبعة من الأمراء بجنودها وتولى افتاء بغداد مقدار سنتين وتولى القضاء والافتاء بالموصل أيضاً وله سفرات عديدة إلى قسطنطينية وله شعر لطيف منه قوله يمدح بها فيض الله أفندي شيخ الاسلام
خد تورد بارتشاف الأكؤس ... قرنت لواحظه لطرف أنعس
أم ذا أحمر أربان في وجناته ... وأظن أورثه لهيب تنفسي
أم ذا شقيق الحسن أحمر ساطع ... أوراقه أس العذار المفرس
ومنها في وصف الروض
فبدت بها الأشجار شبه عرائس ... تحكي ببهجتها الجوار الكنس
رقصت بلابلها على أغصانها ... طرباً لبهجة وردها المترأس
فالياسمين معانقاً أدواحها ... قد قلدته حمائلاً من سندس
أما الشقيق فشققت أطواقه ... والخال في فيه كمسك أنفس
والأقحوان الثغر منه باسم ... وكذلك الغض العيون النرجس
يختال في قضب الزبرجد مائلاً ... والرأس منه مائل بتنكس
إلى أن قال
فأشرب معتقة الدنان شمولة ... تذر الهموم صحيفة المتلمس
وأسطو على خطب الزمان ببأسها ... إن المدام أنيسة المستأنس
هذا هو العيش الهني ففز به ... والجا بخطبك للمحل الأقدس
فهو المحل المستنير بمن غدت ... أراؤه عوناً على الزمن المسي
وكان مولده سنة ستين وألف وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف ودفن بالموصل رحمه الله تعالى.
[علي بن كرامة الطرابلسي]
علي بن مصطفى ابن أبي اللطف المعروف بابن كرامة الحنفي الطرابلسي الفاضل الشهير والعلم الكبير كان ذا جاه ودأبه السكون حتى في المداعبة وكان له شعر لطيف مع فقر حسنة بديعة وتولى افتاء طرابلس الشام برهة من الأيام ولم يزل في أفياء منصبه قائلاً وفي حلل الراحة رافلاً حتى رج عليه الدهر أصناف صروفه وخطوبه فنفى ثم بعد ذلك أعانه الاعانة الربانية بتوجه الاسعاف من وجوه العلماء والأشراف وأهل النجدة والانصاف ثم توجه عليه افتاء حلب ولم يزل فيها قرير العين بعزه وجاهه إلى