والذي أودع المباسم شهداً ... ثم أجراه في المراشف خمرا
والذي صير الشقائق طرساً ... خط فيه من البنفسج سطرا
والذي في لهيب خدك ألقى ... ند خال يربو على الند نشرا
والذي خص أدعجيك بشيء ... لو رآه هاروت سماه سحرا
والذي هز من قوامك خوطاً ... يتهادى من الشبيبة سكرا
والذي صاغ من قشور اللآلي ... لك جسماً من ناعم الخز أطرى
والذي قد كساك حلة حسن ... لست منها مدى زمانك تعرى
والذي سلط الجفون وأمضى ... حكمها في القلوب نهياً وأمرا
ما الذي قالت العيون لقلبي ... قال قالت يا قلب كن بي مغرى
وللمترجم
لو أن أنفاسي من حرها ... مما بقلبي من هوى العس
قد خالطت لطف نسيم الصبا ... ما شمته برداً على الأنفس
وهذا ما وصلني من خبره ولم أتحقق وفاته في أي سنة كانت غير أنه من أهل هذه المائة رحمه الله تعالى.
[عطية الله الأجهوري]
عطية الله بن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأجهوري الشيخ الهمام العالم العلامة الحبر البحر الفاضل النحرير الفهامة أخذ عن الشهاب أحمد ابن عبد الفتاح الملوي وعن الشمس محمد العشماوي والسيد علي العزيز وعن غيرهم وتصدر في جامع الأزهر لأقراء الدروس ووردت عليه الطالبون وألف مؤلفات نافعة منها شرح مختصر السنوسي في المنطق وحاشية على شرح منظومة في أصول الحديث وكان علم الفضل المشهور نتيجة الأيام والدهور من لم تسمع الآذان ولم تر العيون بمثل تحقيقاته التي تستوضح الشمس للخاص والدون مبرزاً للتحقيق على طرف الثمام على وزن غراب وفي المثل هو على طرف الثمام لما يوصل اليد من غير مشقه يأتي كل يوم إلى الجامع الأزهر صبيحة النهار ويحضر دروس الشمس محمد الحفناوي ثم بعد الدروس يذهب إلى الرواق الآخذ إلى رواق الريافه الجامع الأزهر هذا الجامع أول مسجد أسس بالقاهرة والذي أنشأه القائد جوهر الكاتب الصقلي مولى الامام أبي تميم معد الخليفة أمير المؤمنين المعز لدين الله لما اختط القاهرة وشرع