بيوت البلاغة من أبوابها والواصل معالم الفصاحة من رحابها تسلق إلى طرق المعارف وسلكها والتقط درر فرائد المعالي وسلكها وعرف طرق الكمال فدخلها وجاز وساغت له حقيقة الفضل والمجاز انتهى وترجمه محمد أمين الموصلي أيضاً وقال أحد أركان العلوم ووحيد الوقت بطريق المنطوق والمفهوم عالم هذه الأماكن ونحرير هذه المساكن قدوة أقرانه علامة زمانه قامع الجهل بفضله قاشع الأشكال بفكره وفهمه طرز حلل العلماء بفضائله وعلمه وفتق نور الأدب بنسمات شمائله حرست سماء مجده إذ رجمت شياطين المعضلات بشرر أفكاره وانجلت ظلمات البلادة بما أفاض على المستفيد من أنواره وتضعضعت أركان الجهالة بما ألقى عليها من مناكب أنظاره ومن لطيف آثاره هذه المنظومة في الأشكال الأربعة وهي قوله
حمداً لرب عالم جليل ... علمنا طريقة التعليل
ثم صلاة وسلاماً كملاً ... على الذي فوق السموات علا
وآله وصحبه ذوي الهدى ... مؤيدي الحق ومهلكي الردى
وبعده فأعلم مريد العلم ... وباعثي لنظم هذا النظم
وسائلي ضابطة الأشكال ... منظومة مزيلة الأشكال
جامعة الشروط والضروب ... وما به تولد المطلوب
فاجزم بأن الأوسط المكررا ... في جزئي القياس يا من أرهرا
إن جاءت الصغرى وفيها يحمل ... والعكس في الكبرى فذاك الأول
وإن تجده فيهما محمولاً ... فذلك الثاني بلغت السؤلا
وإن تجده فيهما موضوعاً ... فقد وجدت الثالث المصنوعا
وإن وجدته بعكس الأول ... فذلك الرابع فاحفظ تكمل
والشرط في الأول للانتاج ... إن توجب الصغرى للاحتجاج
كذاك فعلتها يا من درى ... فاحفظ ودع سوء الجدال والمرا
والشرط في الكبرى من الكمية ... في كل حال جعلها كلية
وهي طويلة اختصرتها خوف الاطالة وله غير ذلك من الأشعار وكانت وفاته سنة تسع وخمسين ومائة وألف ودفن بالموصل رحمه الله تعالى وأموات المسلمين أجمعين.
[عبد اللطيف المكتبي]
عبد اللطيف بن أحمد بن علي المعروف بالمكتبي الشافعي الدمشقي نزيل