ولد بالمدينة المنورة سنة خمس وثمانين وألف ونشأ بها وطلب العلوم وكرع من بحار المنطوق والمفهوم فأخذ عن والده وعن الشهابي أحمد أفندي المدرس وغيرهما وفضل ونبل قدره ونسخ بخطه كتباً كثيرة منها حاشية الأشباه للحموي وكان أحد الخطباء والأئمة بالمسجد الشريف النبوي ولم يزل على حالة حسنة وطريقة مثلى إلى أن توفي وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى وله شعر لطيف منه قوله مخمساً
يا ريم رامة والعقيق وحاجر ... يا من تبرقع بالجمال الباهر
فزها برونقه البهيّ الزاهر ... بالله ضع قدميك فوق محاجري
فلطالما اكتحلت بطيب ثراكا
وانظر لصب هائم بين الورى ... جرت الدما من مقلتيه كما ترى
وارفق به لتكف عنه ما جرى ... واردد بوصلك ما سلبت من الكرى
فلقد رضيت من الزمان بذاكا
فهواك يا من قد أسال مدامعي ... يمسي ويصبح آخذاً بمجامعي
فاردد فؤادي بالخطاب الجامع ... وأعد حديثك لي فإن مسامعي
في شاقة أبدا إلى نجواكا
هي خمرتي وبها ذكاء قرائحي ... هي نشأتي ولها تميل جوانحي
هي للجراح مراهم يا جارحي ... يا بغيتي فلذاك كل جوارحي
تهوى حديثك مثل ما أهواكا
[يحيى الدجاني]
ابن درويش المقدسي الدجاني الشافعي الخلوتي خادم ضريح نبي الله داود ببيت المقدس ترجمه الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي في ثبته فقال كان من عباد الله الصالحين مواظباً على نوافل الطاعات من التهجد والصيام والأوراد وذكر الله تعالى رائقته سفراً وحضراً فرأيته على جانب عظيم من الدين والصلاح وصيانة اللسان ومحبة الناس والتواضع وقدم إلى الشام مرات آخرها سنة ثلاثين واستشهد على يد قطاع الطريق ما بين القدس والخليل في سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[يحيى الجالقي]
ابن إبراهيم الدمشقي الحنفي الشهير بالجالقي رئيس الكتاب بالقسمة العسكرية بدمشق الكاتب البارع كان من عقلاء الكتاب عارفاً بفن الصكوك محافظاً للأعيان ظريفاً