للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن انشد في ذلك الشيخ سعيد السمان فقال

سألنا ورود الروض حين ورودنا ... حماها لماذا النشر عنا طويتم

فقالوا طوينا عرفه خشية الصبا ... إذا ما سرت فيه تنم عليكم

وقوله

ألا قل لمن أودعته السر في الورى ... يكتمه عن صنوه وصديقه

ألم تر أن الورد يكتم في الربا ... شداه ولم يسمح به لشقيقه

وكانت وفاة المترجم في شعبان سنة ستين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى والقنيطري نسبة إلى القنيطرة وهي تكية ناحية تركمان بناها لا لامصطفى باشا رحمه الله تعالى.

[السيد مصطفى العلواني]

ابن إبراهيم بن حسن بن أويس المعروف بالأويسي العلواني الشافعي الحموي نزيل دمشق أحد الأفاضل كان أديباً بارعاً ناثراً ناظماً كاتباً لوذعياً ألمعياً له الحسب والنسب محرزاً دقائق الكمالات جانياً ثمرات الفضائل والمعارف ولد بحماه سنة ثمان ومائة وألف كما أخبرني ونشأ في حجر والده وقرأ عليه وبه تخرج في فن العربية والأدب وقراءة القرآن وحمله على طلب العلم ونزل بمدرسة الباذرائية واشتغل بقراءة العلوم على أفاضل دمشق فمنهم الشيخ إسمعيل العجلوني وأخذ عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ولازمه في الدروس وأخذ عن الشيخ عبد الله البصروي وعن الشيخ محمد العجلوني وعن الشيخ عبد السلام الكاملي ونظم الشعر والانشاء البليغ مع خط حسن باهر متناسق وشرف نفس وكان ملازم السكون في خلوته وارتحل إلى الروم مرات متعددة وعاد ببعضها متقلداً نقابة بلدته حماه وعزل منها ثم عاد إلى الروم لقضاء ما فات وبلوغ المرام وآخر أمره أن جعل دمشق مأواه وسكنه وكان في السوداء متسماً بغاية لا تدرك وكان والدي يحبه وهو من أصدقائه وكتب لوالدي عدة كتب بخطه وأجازني بمروياته عن شيوخه واجازة خاصة بخطه وأجازني بمنظومته التي نظمها بطريق التوسل بأسمائه الحسنى جل وعلا وبأسمائه صلى الله عليه وسلم وأخبرني أنه اجتمع بالجد الكبير الأستاذ الشيخ مراد الحسيني قدس سره حين ارتحاله إلى الديار الرومية في سنة تسع عشرة بعد المائة وأخبرني أنه لما ذهب به ولاده إلى الجد وكان الجد مستقبل القبلة بعد اتمام صلاة ذلك الوقت فلما رآه الجد دعا له ولمس ظهره بكفه وكان المترجم من العلماء الأفاضل البارعين بفنون الأدب وغيره وشعره عليه طلاوة فمن شعره قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>