حسين بن رجب بن حسين بن علوان الحموي الأصل الدمشقي الميداني الشافعي الشطاري بالقصيف الشيخ الفاضل البارع الأعجوبة كان رحمه الله له باع في عدة علوم قرأ وحصل وتفوق وظهرت له فضيلة لم تكن مع غيره لكن لم ينتفع بها ولم ينفع وكان كثير المطالعة لكتب الغزالي رضي الله عنه سيما الأحياء وكان فلتدري المشرب دعبلي اللسان يقذف الكبير والصغير ويهجو الناس بشعره حتى أنه هجا نفسه فلذلك وقع في المهالك ويحكي أن السبب في ذلك غضب والده عليه وكان والده من العلماء المشهورين له اليد الطولى في العلوم الرياضية كالحساب والهيئة والفلك والمويسقي ويعرف الفرائض حق المعرفة وترجمه الأمين المحبي في تاريخه وذكر أن وفاته كأنت في سنة سبع وثمانين بعد ألف وبالجملة فقد كان ولده هذا من النوادر المقبولة وله شعر كثير وديوانه رأيته فرأيته يشتمل على هجو وحقيقة وغيره فمما جردت منه قوله ان أهل الخمول أهل الطريقة لهم قد بدت معاني الحقيقة وسواهم وأن تسامي غروراً ماله في الوجود تلك الرقيقة فاختصر واقتصر فما تم الا ذو ريا أو مرا خلا عن وثيقه وقوله
أحن إلى أناس قد تفانوا ... عن الأغيارة وانقطعوا إليه
تراهم في الورى أبداً سكارى ... حيارى من حضورهم إليه
ولست أرى أناساً قد تساموا ... بما هم فيه من زور عليه
ومن شعره
لي فيك معنى لطيف ليس يدريه ... الا امرؤ ليس يدري ما الذي فيه
به تخليت عن علمي وعن عملي ... وصرت منه به في منتهى التيه
وله أيضاً أحن إلى المنازل والربوع وقلبي من نواها في نزوع أسائل من لقيت ولي غرام مقيم بين أحشاء الضلوع لقد جد الهوى بي حيث أودى بما أبدى لدي من الضلوع وله
من عرف الآشياء في ذاته ... معرفة ذوقية ذاك هو
ومن غدا في نفسه عارفا ... ديدنه القال فقد عافه
وقال أيضاً
هذا الوجود بدا فأين الواجد ... هذا الشهود فهل لديك مشاهد
يا مقعد العزمات لا تنظر إلى ... أسد الفلاة فأنت ذاك القاعد