أراش سهاماً ريشها الهدب وانثنى ... يهز بعطفيه فيهزأ بالقضب
وأقصد أحشائي فاصمى صميمها ... ففاض دماها واستهال على الترب
وما أنا بالراجي بقاء وأنني ... سمعت باذني السهم في قلبي
وأصله من قول أبي تمام
ولما امتلا قلبي نصالاً وأسهماً ... بمعتركي سحر اللواحظ والهدب
وفوق ذاك الجفن آخر نبلة ... سمعت باذني رنة السهم في قلبي
وللمترجم
تغيرت الأيام وأسود بيضها ... وصارت أسوداً عند ذاك قرودها
ففي الموت عز للكرام وراحة ... إذا ملكت أحرار قوم عبيدها
وله كاتباً على كتاب في الأدب
نزهت طرفي في رياض طروسه ... مستغنياً عن روضة غناء
تجلي العرائس من خدود سطوره ... تدعو لمالكه بطول بقاء
وله مخمساً
سلوا عن فؤادي حين سارت ظعونها ... غزيلة رسل المنايا عيونها
فمن عجبي روحي لدى أصونها ... وأصبو إلى سحر حوته جفونها
وان كنت أدري أنه جالب قتلي
أهيم إذا ما لاح برق وأومضا ... وأذكر أياماً تقضت بذي الغضا
فيمنحها ودي ولست معرضا ... وأرضي بأن أمضي قتيلاً كما مضى
بلا قود مجنون ليلى ولا عقل
وله مخمساً أيضاً
انني في الغرام أصبحت صبا ... لست أدري للداء بعدك طبا
كم أدأوي والقلب قد زاد حبا ... يا مريض الجفون عذبت قلبا
كان قبل الهوى قوياً سوياً
أنت قصدي وبغيتي ومرادي ... لا سليمى وزينب وسعاد
فبحق الهوى وصدق ودادي ... لا تحارب بناظريك فؤادي
فضعيفان يغلبان قويا
وكأنت وفاته تقريباً في سنة اثنين وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.