عاد الزمان بما هويت فاعتبا ... يا صاحبي فأسقياني وأشربا
كم ليلة سامرت فيها بدرها ... من فوق دجلة قبل أن يتغيبا
قام الغلام يديرها في كفه ... فحسبت بدر التم يحمل كوكبا
وهذا ما وصلني من خبر المترجم ولم أتحقق وفاته في أي سنة كانت غير أنه من أهل هذا القرن رحمه الله تعالى.
[صادق الشرواني]
صادق بن روح الله بن محمد الأمين الشرواني القسطنطيني الحنفي العالم العلامة المحقق شيخ الاسلام مفتي الديار الرومية ولد سنة اثنين وثلاثين وألف وطلب العلوم على مشايخ عصره فأخذ عن جده المحقق صدر الدين ولازم على قاعدة موالي الروم ثم قدم دمشق في خدمة والده لما ولي قضاءها واستجاز له والده بها من شيخ الاسلام الحافظ النجم الغزي العامري وغيره ثم ولي قضاء مصر وغيرها ثم قضاء القسطنطينية ثم قضاء العسكرين ثم في سنة ثمان عشرة ولي الأفتاء بدار السلطنة ثم انفصل عنها في آخر سنة تسع عشرة وقد ذكره العلامة المؤرخ الشمس محمد الغزي في ثبته المسمي لطائف المنة في فوائد خدمة السنة فذكره في جملة من اجتمع بهم فقال اجتمعت به وترددت إليه وسمعت من فوائده ورأيته قد أخذت منه السن وضعفت قواه من الهرم وكان عالماً فاضلاً فقيهاً وله تحريرات على مباحث من التفسير والفقه وتوفي سنة عشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[صالح المزور]
صالح بن إبراهيم بن خليل الشهير بالمزور الحنفي الدمشقي خطيب السليمية في صالحية دمشق كان من الأدباء البارعين الأفاضل ولد تقريباً في حدود التسعين وألف بدمشق ونشأ وقرأ على الأفاضل والأجلاء وأخذ الأدب عن الأمين المحبي وانتفع به وتخرج عليه وكتب بعض تآليفه وكان عارفاً بارعاً في الأدب حسن الصوت لطيف العشرة ماهراً في المويسيقى والألحان وله شعر حسن وترجمه الأديب الأمين المحبي المذكور في ذيل نفحته وذكر له من شعره وقال في وصفه هو عندي بمثابة ابني وإذا أثنيت عليه فبصالح اثني فرابطتي معه علقة علائقه وإني لا أرى غذاء روحي الا في خلائقه فإن بدا روى عيوني رواؤه وإذا تكلم أشبع خاطري أداؤه وإن غاب شمت حزني بفرحي ومتى حضر حضر سروري بمقترحي فلله من روح حياة ضمنت ضلوعه وقمر ملاحة في سماء النبل طلوعه وهو في مبدا صوب قطرته من الغمامه وباكورة خروج زهرته من الكمامه يحل من القلوب بلطفه محل الروح من الجسد