الهندي النقشبندي ودخل مملكة ايران والروم ومصر وكانت مدة سياحته تزيد على ثلاثين سنة ولم يضع بها حنبه إلى الأرض وذلك له لآساذ في المفاوز كما شاهد ذلك منه مريدوه الثقات ورأى رب العزة في عالم الخيال وطار ذكره في الآفاق واستدعاه الملك المعظم السلطان مصطفى خان إلى أبوابه للتبرك به فرحل من دمشق ودخل دار الخلافة وأنعم له الملك المشار إليه في كل سنة بألفي قرش وخمسمائة قرش فزهد عن ذلك فألح عليه فقبل من ذلك قرشاً واحداً في كل يوم من مال جزية دمشق والباقي فرقه في رفقته وطلب منه الملك المشار إليه الدعا بالنصر للسرية التي جهزها علي الخارجي طهماس بمملكة ايران فأهلك الله طهماس فاعتقده وله كشف وأحوال ارتاحت لها قلوب كل الرجال وقد تزوج بسبع وولد له خمسون ولداً وأعقب بدمشق الشيخ إبراهيم الفرضي وكان من الأفاضل الأذكياء توفي سنة سبع ومائتين وألف وتوفي المترجم عاشر صفر سنة تسع وسبعين ومائة وألف رحمه الله تعالى ودفن بسفح قاسيون.
[علي السليمي]
علي بن محمد بن علي بن سليم الشافعي الدمشقي الصالحي الشهير بالسليمي الشيخ العالم العلامة الحبر النحرير المسند المعمر الولي الكامل أبو الحسن علاء الدين ولد كما أخبرني سنة ثلاث عشرة ومائة وألف وطلب العلم بعد التأهيل له فأخذ عن جملة من الشيوخ كالأستاذ عبد الغني النابلسي وولده الشيخ إسماعيل والشيخ محمد بن خليل العجلوني والشيخ محمد بن عيسى الكناني والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري والجمال عبد الله بن زين الدين البصروي والشمس محمد بن أحمد عقيلة المكي والشيخ علي بن أحمد الكزبري والشيخ حسن المصري والشيخ محمد العلواني والشيخ رجب الأشقر الصالحي وعلي البراذعي وغيرهم وبرع وفضل وتصدر للتدريس فدرس في الجامع الأموي والجامع الجديد بالصالحية والمدرسة العمرية وله من التآليف تكملة شرح تفسير البيضاوي للشيخ عمر الرومي كمله من سورة الأسرا والزبدة الطرية على منظومة الأجرومية وشرح على شرح الغاية لأبن قاسم وغير ذلك وكان المترجم المرقوم عالماً عاملاً ورعاً تقياً نقياً زاهداً معرضاً عن الدنيا متقللاً منها تاركاً لما لا يعنيه وكانت وفاته طلوع فجر يوم الخميس غرة جمادي الأولى سنة مائتين وألف وصلى عليه بجمع حافل في السليمية ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
[السيد علي المرادي]
السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد مراد ابن السيد علي المعروف بالمرادي