للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستخدم بمناصبها واعتبره الوزراء واشتهر كما اشتهر أبوه ولم يزل في عزه وجاهه بين أقرانه وأشباهه حتى مات وكنت لما ارتحلت لدار السلطنة المذكورة قسطنطينية ودخلتها في سنة اثنين وتسعين ومائة وألف اجتمعت بالمترجم وكان إذ ذاك رئيس الكتاب وجرى بيني وبينه محادثة وملاطفة ورأيت منه من التوقير والتعظيم ما لم أره من غيره وكانت بينه وبين والدي وجدي حقوق ومودة ذكرها إلي عند الاجتماع به ولما دخلت دار السلطنة ثانياً سنة سبع وتسعين ومائة وألف بلغني بعد دخولي إليها خبر ضعفه وتزايد مرضه وكنت عزمت على عيادته فلم تطل مدته ومات وكانت وفاته وأنا بدار السلطنة في ليلة الثلاثاء ثالث عشر جمادي الأولى من السنة المرقومة وسيأتي ذكر والده مصطفى العاطف في محله رحمهما الله تعالى.

[عمر الرجيحي]

عمر بن مصطفى الشهير بالرجيحي الدمشقي الأديب الأريب الكاتب الماهر البارع كان لطيف الذات حسن السمات من الظرفاء الكمل المشاهير متقن النظم والنثر وهو من ذوي البيوت القديمة بدمشق ولهم أوقاف وشهرة ومن شعره قوله

وافى الربيع فحبذاك أو أن ... سرت به الأرواح والأبدان

وافى الحبيب لدوح روض نوره ... ما الدر ما الياقوت ما المرجان

فجرى القراح مبشراً بقدومه ... سلكاً سعت لنظامه الخلان

لما تفوه بالبشارة معلناً ... نشرت عليه حليها الأغصان

وقوله

البدر يعزي لحسن طلعته ... والغصن يحكي للين قامته

وللثنايا الجمان منتمياً ... والليل من بعض فرع طرته

محجب كم أروم زورته ... والموت للصب دون زورته

وقوله

أمسيت في عصر قوم لأخلاق لهم ... من صحبتي لهم قد ساءني التعب

أن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا ... شراً إذا عوا وإن لم يسمعوا كذبوا

سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وله غير ذلك وكانت وفاته في غرة ذي القعدة سنة ثلاثين ومائة وألف ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله تعالى.

[عمر الوزان]

عمر بن مصطفى الوزان الحنفي الدمشقي الفاضل الصالح كان من أهل العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>