سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن المجلد]
عبد الرحمن بن محيي الدين السليمي الحنفي المعروف بالمجلد الدمشقي الامام العالم العامل النحوي الخاشع الناسك المعمر ولد تقريباً بعد الثلاثين وألف واشتغل بطلب العلم فقرأ على جماعة من علماء دمشق منهم المحقق الشيخ محمد الكردي والشيخ عبد الباقي الحنبلي والنجم الفرضي والشيخ علاء الدين الحصكفي المفتي والشيخ محمد البلباني وحضر دروس النجم الغزي وأجاز له جماعة من المحدثين والفقهاء منهم الشيخ محمد بن سليمان والشيخ يحيى الشاوي والشيخ محمد العناني وجلس للتدريس بالجامع الأموي بمحراب الصحابة ولزمه الناس لأخذ العلم عنه واشتهر بالنفس المبارك على طلبته فقل من لم يقرأ عليه من طلبة العلم لما كان عليه من سعة الصدر وحسن الخلق والصبر على تفهيم المتعلمين فأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة وكان محافظاً على الطاعات وقراءة القرآن والأوراد والتهجد ومتعه الله بسمعه وبصره إلى أن مات وكان مصون اللسان عن الغيبة والشتم يحب الناس ويحبونه ومن نظمه قوله شعر
ويوم فيه قد صدقت وعود ... خلا عنه المعاند بل وعودي
فزهر الروض فيه ضاع نشراً ... كند إذ يفوح شذا وعود
وتغريد الحمام وصفق ماء ... غنينا فيه عن جنك وعود
ولم يختل فيه فقد خل ... كان الكل كانوا في وعود
وحادينا يغنينا ويشدو ... أو يقات الهنا دومي وعودي
وجودي للمشوق بكل أنس ... وداريه بلقياك وعودي
وقوله
بت أنا والحبيب في خلس ... فجاءنا البدر صحت من وجدي
فقلت يا سيدي أخوك بدا ... فقال لي لا تخف فذا عبدي
وقوله
حين حل المشيب في الفود مني ... أعرض الغانيات عني وصدوا