ابن عبد الله الحلبي الشافعي الشهير بالعطار الشيخ الفاضل الصالح الأوحد الفقيه كان خطيباً بجامع البهرامية بحلب فقيهاً ماهراً بالعربية والحديث وأحسن ما عنده الفقه والفرائض أخذ عن العلامة إبراهيم البخشي ومصطفى الخسرف جاوي والشيخ جابر والعلامة محمد الكردي الزعفراني وأبي السعود الكواكبي وغيرهم وكان وضئ الوجه نير الشيبة وكان قد ترك العطارة ولازم النسخ مع الافادة والاستفادة وكان مولده سنة أربع وتسعين وألف وتوفي سنة ستين ومائة وألف بتقديم السين ودفن بالقرب من قبر الشيخ اللطيفي رحمه الله تعالى.
[يوسف النقيب الحلبي]
ابن حسين بن السيد الشريف الحنفي الدمشقي نزيل حلب المفتي والنقيب بها الامام العالم العلامة الفقيه الأديب الفاضل المتفوق المحدث البارع المسند الناظم الناثر أبو المحاسن جمال الدين ولد بدمشق سنة ثلاث وسبعين وألف ونشأ بها وقرأ على جماعة من أفاضلها وأخذ عنهم كالشهاب أحمد بن محمد الصفدي امام جامع درويش باشا والشيخ عبد القادر العمري وأبي المواهب الحنبلي وإبراهيم بن منصور الفتال وعبد الرحيم الكابلي والشيخ إسمعيل الحائك والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشهاب أحمد المهمنداري والشيخ عثمان بن محمود القطان وعبد الجليل العمري وغيرهم وارتحل للروم وإلى حلب مرات وأخذ بها عن الشيخ موسى الرامحداني وعن زين الدين بن عبد اللطيف أمين الفتوي وغيرهما وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته فقال في وصفه نبيه فاق من مهده وأعهده يتزايد نبلاً وأنا الآن على عهده فحبى جميعه على حسن أدبه مقصور وبقلبي منه شغل شاغل عن قاصرات القصور وهو أخ جمعت فيه المروءة والنخوه وأراه أحسن من آخيت ولا بع فيوسف أحسن الأخوه وقد مضت لي معه أوقات وقيت كل صرف وكأنها خطوة طيف أو لمحة طرف وقد أمتعني من بنات فكره بذخائر توجب في الطروس تخليد ذكره أتيتك منها بما يقضي له بلطف البداهة ويحكم له بالبراعة المتمكنة من مفاصل النباهة فمن ذلك قوله في العذار
كأنما نار خدّ زان رونقه ... لا ما عاد أرجنيّ قد جنى حيني
لاحت فأنسها في ليل عارضه ... موسى فخط بماء المسك خطين
وحين ظن أبو العباس مبسمه ... ماء الحياة أتى يسعى بلامين