عبد الله العجلوني أحد الأبدال ظهرت له الكرامات العديدة والآثار الحميدة حتى قيل إنه خليفة خاطر الشامي المذكور في طبقات الأولياء وكان يتردد على الأستاذ البكري مدة سكناه بنابلس والأستاذ قدس سره يحب الاجتماع عليه والخلوة به حتى حكى الأستاذ عنه إنه رأى سيدي علي بن عليل بشير إليه بيده إلى صدره فاستيقظ الأستاذ وأخذ في تأويل ذلك فدخل الشيخ عبد الله المذكور عليه في تلك الساعة وكان ابتداء كلامه سبحان الله يا صحيبي تصغير صاحب تأول ذلك على غير مراد السيد مراده بإشارته عزيمتك لزيارته فتوجه الأستاذ للزيارة وهو صحبته وأحبه المرحوم سليمان باشا الوزير لما ظهر له من الكرامات وكانت وفاته في حدود الثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى نظم منام صالح لشاور في المقريزي.
[عبد الله السفاريني]
عبد الله السفاريني الحنبلي الشهير بابن الحطاب أحد الأذكياء الفضلاء قرأ على شيخه محمد السفاريني مدة وافرة ثم رحل لدمشق واشتغل على الشيخ أحمد المنيني وعادت عليه بركته ثم رجع وما زال منقطعاً في خدمة شيخه وملازمته حتى اخترمته المنية وكان نحيف الجسم ومع ذلك كانت له قوة زائدة على التهجد وقيام الليل وتلاوة القرآن وله فهم رائق وشعر رقيق فائق ومحاضرة لطيفة تؤذن برتبة بالفضل منيفة وكانت وفاته سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بنابلس رحمه الله تعالى.
[عبد الله المدرس]
عبد الله المدرس الموصلي شيخ الموصل بلا مدافع ولا ممانع الشيخ الفاضل العامل ولد في حدود سنة ستين وألف واشتغل بطلب العلم حتى صار آية من آيات الله بالعلم والعمل وأخذ عنه أكثر علماء الموصل كالمولى السيد موسى والسيد يحيى المفتي والسيد حمد الجوميلي وغيرهم وفضله أشهر من أن يذكر وكان متحاشياً عن معاشرة الحكام ومجانباً للظلام ما مقصوده من لفظ للظلام هل أراد الظلمة جمع الظالم مستجاب الدعوة مكباً على التدريس خصوصاً الفقه والحديث والتفسير لا يعتني بزخارف الحكماء ودخل لدار السلطنة العلية ثم رجع وحج إلى بيت الله الحرام سنة سبع وأربعين ومائة وألف وترجمه صاحب الروض وقال في حقه أحد الفحول المعول عليه في الفروع والأصول ورع الزمان عمان لمعارف والاذعان ذو الفنون الغريبة والآثار المطربة العجيبة الداخل