للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا زورديه تزهو بزرقتها ... بين الرياض على زرق اليواقيت

كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت

وللمترجم

وكأنما نهر الربا لما ازدهت ... في صفحتيه من الغصون ظلال

وجه تدلى فوق باهر حسنه ... من فرعه في عارضيه خيال

وللأديب سعدي العمري في ذلك

تأمل في صفاء النهر وانظر ... رقيق الظل من تلك العروش

كمعصم غادة هيفاء لاحت ... على طرفيه آثار النقوش

وهو من قول زين العجمي

وحديقة ينساب فيها جدول ... طرفي برونق حسنه مدهوش

يبد وظلال غصونها في مائة ... فكأنما هو معصم منقوش

وقول الآخر

لما تبدى النهر عند عشية ... والروض يخضع للصبا والشمأل

عاينته مثل الحسام وظله ... يحكي الصدى ولريح مثل الصيقل

وللمترجم غير ذلك من أحاسن الشعر والنثر وكأنت وفاته بقسطنطينية في غرة جمادي الثانية سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن خارج باب أدرنة وأولاده الذكور الذين خلفهم هم المولى اسعد والمولى عبد الله والمولى عبد الرحمن والمولى سعد الدين رحمه الله تعالى وأموات المسلمين.

[خليل الغزي]

خليل بن رضي الدين بن سعودي بن شيخ الاسلام النجم محمد الغزي العامري الدمشقي الشافعي الشيخ الفاضل العالم العامل اللبيب الدين الصالح جامع الفضائل والفواضل أبو المحاسن فخر الدين ولد بدمشق سنة سبع وثمانين وألف وتلا القرآن العظيم وأخذ في طلب العلم فقرأ على والده وعلى ابن عمه الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري وحضر في دروسه ولازمه الملازمة الكلية وأنتفع به في فنون عديدة وعلى الشيخ محمد أبي المواهب الحنبلي والاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وأجاز له المسند الشمس محمد بن محمد المقدسي الشهير بالخليلي باجازة مطولة وقفت عليها وصارت له فضيلة تامة خصوصاً في علوم العربية وكأنت وفاته بدمشق نهار الخميس العشرين من ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائة وألف مطعوناً ودفن بالتربة الرسلانية

<<  <  ج: ص:  >  >>