محمد بن سليمان الكردي والشيخ أحمد الغلام وتفقه بهما وغزر فضله وظهر نبله وكان فاضلاً أديباً ذا جاه ووجاهة متقناً لأحوال الرياسة لا يدانيه أحد في معرفتها سهل الحجاب لا يقصده أحد إلا ويجد منه غاية الاكرام حتى في اليوم الذي توفي فيه وتولى افتاء الشافعية مرتين وكان أحد الخطباء الأئمة بالمسجد النبوي وتوفي بالمدينة المنورة في سادس محرم سنة ست وتسعين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
[علي الأرمنازي]
علي بن عبد الكريم بن أحمد الشافعي الأرمنازي نزيل حماة الشيخ العالم الفاضل الكامل له باع بالعربية والفقه ماهر بذلك وبالأصول والحديث والفقه والآلات ولا سيما الفقه حتى كان في فقه سيدنا أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه واحد عصره بارعاً فيه مع كونه شافعياً ولد في أرمناز تابع حلب في حدود سنة ثمان وعشرين ومائة وألف تقريباً وبها نشأ إلى أن بلغ مبلغ الرجال فتوجه إلى مصر بعد أن حصل قليلاً من العربية والفقه واستقام بها مجاوراً في الجامع الأزهر سبع سنين وقرأ على شيوخها منهم الشيخ حسن المقدسي الحنفي قرأ عليه صدر الشريعة والدرر والشيخ أحمد الدمنهوري والشيخ محمد الحفناوي والشيخ محمد الدقري والشيخ إسمعيل الغنيمي والشيخ علي الصعيدي والشيخ خليل المالكي والشيخ أحمد الهندي السليماني الحنفي وبرع وتفوق وقدم وطنه ورحل منه إلى معرة النعمان وصار بها قاضياً مدة من الزمان ثم توجه إلى بلدة حماة وجعلها مقره وحماه وسكن بها يقري ويفيد ولزمه جماعة وأخذ وأعنه وأسعفوه وكانت وفاته في رمضان بحماة سنة ست وتسعين ومائة وألف ودفن خارج باب الدرج رحمه الله تعالى والسبب في موته أنه كان راقداً على سطوح داره فوقع منه على الأرض واستقام مدة ساعات قليلة ومات من يوم ليلته رحمه الله تعالى.
[علي الكردي]
علي بن عبد الله بن أحمد بن إسمعيل الكردي من بلدة كوي بالقرب من عبدلان الشيخ المعمر الرحلة الصالح التقي الولي الزاهد الشافعي النقشبندي ولد ببلده سنة أربع وسبعين وألف وقرأ بها القرآن العظيم وأخذ العلوم عن علماء عبدلان وانتفع بالشيخ الكبير القطب الشيخ إسمعيل والد الشيخ عبد القادر العبدلاني وعنه أخذ الطريق ودخل حلب مرات قبل الأربعين وبعدها ثم استوطن دمشق وحج وجاور وأخذ عن سادات الحرمين وتخرج بالشيخ الكبير عبد العزيز