والشعر وسلك طريق التدريس ولازم على عادتهم وصار شيخاً في الخطوط والكتابة ومعلماً لغلمان الدائرة السلطانية وعين بالأمر السلطاني مكان والده ثم أصابه بعد مدة داء الفالج فعطله عن الحركات كلها وكان لا ينطق الا بلفظ الجلالة لا غير ولما توفي كان مدرساً بمدرسة موصلة السليمانية وكانت وفاته في رجب سنة اثنين وسبعين ومائة وألف ودفن عند والده بالقرب من مرقد أبي أيوب خالد الأنصاري رضي الله عنه وأمير زاده معناها بالعربية ابن الشريف كما هو معلوم لمن يعرف اللغتين العربية والتركية.
[عبد الحليم الشويكي]
عبد الحليم ابن عبد الله الشافعي النابلسي الشيخ العالم اللوذعي العلامة الفاضل الأديب الأريب كان أحد الأفاضل المشاهير رقيق الطبع ينظم الأشعار الرائقة غزير الفضل والذكاء فصيح العبارة نشأ في بلدته الشويكة وارتحل إلى مصر وتوجه للجامع الأزهر وطلب العلم وقرأ وأخذ عن تلك الأساتذة كالشيخ الحنفي محمد وأخيه الشيخ يوسف وانتفع بهما أتم الأنتفاع وقرأ على غيرهما من الشيوخ وأتقن وحصل وفاق وحاز قصب السباق وجر ذيل الفضل والعرفان على اخوانه والأقران وأجازه شيوخه كعادتهم ورجع إلى وطنه ثم ارتحل للديار القدسية وأخذ بها الطريق عن الاستاذ العارف الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي ولازمه مدة وحصلت له بركته واستوطن نابلس وبها استقر ثم قصد عكة وحاكمها إذ ذاك الشيخ ظاهر العمر شيخ مشايخ بلاد صفد فأقامه عنده بعكة واستقام ثمة وهو يراجع في المسائل المتعلقة بمذهب الشافعي وغيرها وحصل له هناك الشهرة وبالجملة فقد كان فريد عصره علماً وأدباً ولم ير في عصرنا من تلك النواحي أديب فاضل مثله وكان له أدب وشعر نضير عديم النظير وقدم دمشق الشام وامتدح رؤساءها وحصل له احترام واقبال من أهلها ومن تآليفه رسالة في علم الكلام رد بها على معاصره الشيخ أبي الحسن العاملي الرافضي في تأليف له أودعه بعض الدسائس الرافضية وله أيضاً شرح على السنوسية قرظ له عليه علماء مصر لما وصلهم وأشعاره كثيرة.
فمن ذلك قوله
ربعا به لي ما حييت شجون ... سقاك من الوسمى الأجش هتون
وحيك من عهد تقادم عهده ... على إن قلبي في حماك رهين
وقفت به حيث الهوى دافع الكرى ... وحادي المطايا لا يكاد يبين
أبث به وجداً وأشكو يد النوى ... وغرب دموعي المرسلات عيون