نبه الطرف ساهياً بالعود ... وأنتهز فرصة خمود الحسود
في رياض حاك النسيم دروعاً ... بمياها فشابه الدأودي
ورباها زمرد رصعته ... راحة القطر في وشي البرود
بشقيق مربع كخدود ... عم خالا بصحن تلك الخدود
ثم من نرجس كأعين صب ... ساهر عاف يرتضي بالرقود
والبنفسج أقراط ياقوت زرق ... أو كشام بجيد خل ودود
وحكى الورد من عقيق صواني ... قمعت بالزبرجد المعهود
وكذا ألبان بأن منه غصون ... مائسات تميل مثل القدود
مع خليل ان ماس يختال تيهاً ... أسر القلب مذرنا في قيود
وحبيب منيته الوصل والان ... س وذكرته قديم العهود
قال لا كان ما تمنيت حتى ... ترد المنهل الكثير الورود
وتحلى بنظره منه تلبس ... ك فخاراً وحلة من سعود
نجل عبد الرحيم صدر الموالي ... منبع الفضل غاية المقصود
من بني اللطف مربع اللطف قدماً ... وهو فرع قد فاق تلك الجدود
مفتي القدس مفرد في البرايا ... مثله نادر بهذا الوجود
بحر علم قد راق عند ورود ... عم ريا مع ازدحام الوفود
عالم عامل فقيه فطين ... بعلوم الكلام والتوحيد
ان تصدى للدرس يوماً تراه ... هامر الغيث أو زئير الاسود
سيدي أنت للمعالي سمى ... رغم أنف الأعدا وكيد الحقود
هاك بكر أحوت معاني در ... بنت فكر زهت لكم بالعقود
ترتجي لثم راحة وتهني ... ببلوغ المنى وعيد سعود
لست أبغي بها نوالاً ولكن ... احتساباً لديك يا ذا الحميد
دمت حامي الحمى وكهف البرايا ... سالكاً في حماية المعبود
والله غير ذلك وبالجملة فقد كان من الأفاضل الأخيار الأماجد وكأنت وفاته بقسطنطينية دار الخلافة في سنة أربع وأربعين ومائة وألف وبنى اللطف في القدس بيت علم وله اشتهار ومزيد رفعة وشان وسيأتي في كتابنا هذا منهم جملة كالسيد عبد الرحيم وولده السيد محمد وقريبه الشيخ علي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
[جرجيس الموصلي]
جرجيس الأديب الموصلي الشيخ الفاضل كان في سرعة انشاء التاريخ