وبحبهم نرجو مقامات العلا ... وبجاههم نبغي الخلاص من الأحن
قوم نراهم ما جرى ذكراهم ... في محفل الا به افتخر الزمن
فهم النجوم المهتدي بضيائها ... إن عمت البلوى وأزعجت الفتن
لا سيما رب المكارم والندى ... ورئيسهم من قد حوى الأجلال عن
من حاتم عند انسياب أكفه ... هو ما در بل بالندى هيهات أن
فرد الزمان وتاج مفرق عزه ... والدافع الجلاء والمولى المنن
ومن استعار الغيث فضل نواله ... إذ رام يهمي والسحاب إذا أرحجن
وحوى المحامد واستبدّ بجمعها ... وعن العيون بكسبها زاوي الوسن
ورقى معاريج الكمالات التي ... من رامها قالوا له أنت ابن من
لا عيب فيه غير أن نزيله ... ينسى به ذكر الأحبة والوطن
فكأنما كفاه لم تخلق سوى ... لصنائع المعروف سراً أو علن
فهو الهمام ابن الهمام المرتجي ... وهو الشريف ابن الامام المؤتمن
وامتدحه غيره من دمشق وغالب الأطراف وورد دمشق وتكرر منه الورود وأقبلت عليه أهاليها ورؤساؤها وصدورها وعلماؤها سيما والدي فإنه كان يجله ويحترمه ويوده ويعظمه وبينهما مودة ومصافاة وارتحل للديار الرومية ولم يزل في القدس صدرها الذي عليه مدار رحاها والمطمح الذي لذوي الحاجات والوراد نيل رجاها إلى زمن الوزير عثمان باشا والي دمشق وأمير الحاج فلعدم امتزاج أهالي تلك النواحي مع الوزير المذكور حصل له من طرفه صدع اضمحل به عزه وأراد هتكه وإهانته وأوقع أهل الفساد بينهما من المشاحنات ما أدى إلى البغض والعداوة حتى إنه نبه عليه أن يلزم داره ولا يتعاطى سوى أمور النقابة ولم يزل على ذلك حتى عرض بالنقابة لولده السيد عبد الله واستقام على حالته الحسنة ولم يتغير عن كرمه وترجيه وإسعافه الوراد والقصاد وعن طريقته في ذلك ولم يزل رئيساً معتبراً إلى أن مات وكانت وفاته في يوم الأربعاء ثاني شهر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين ومائة وألف وسيأتي ذكر والده رحمه الله تعالى.
[عبد اللطيف الزوائدي]
عبد اللطيف بن عبد القادر الزوائدي الشافعي الحلبي خطيب جامع الخسروية بحلب كان ملازماً خدمة العلامة صدر حلب أحمد الكواكبي ولما ولي قضاء طرابلس الشام أخذه صحبته وجعله قساماً فأساء السيرة فعزله فقدم حلب ولازم خدمة والده