للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمكة وعاد لمصر واستقام في هذه السياحة مع والده تسع سنين ولقى الأفاضل والعارفين وأخذ عنهم وشملته بركاتهم كالأستاذ الشيخ محمد بن محمد البخشي الحلبي وغيره ثم قدم حلب واجتمع بالولي المشهور الشيخ أبي بكر الخريزاتي صاحب المزار المشهور بمحلة ساحة بزة وقريباً من عرصة الفراني وقرأ القرآن على العارف الشيخ إسمعيل دره وقرأ بعض المقدمات الفقهية والعربية على أفاضل بلدته واستقام في زاويتهم المعروفة بزاوية النسيمي للارشاد وتلاوة الأوراد والاشتغال بالخلوة والتسليك ورحل إلى الروم وبغداد وإيران والهند وزار سيدنا آدم عليه السلام وله سياحة طويلة عجيبة ذكرها في بهجته وتزوج باثنتين وعشرين زوجة ببلدته وسياحته ورزق عدة بنين ماتوا في حياته ما عدا ذكرين وبنتاً واحدة أحد الولدين السيد محمد أبو الوفا توفي بعده والده بعشر سنين والثاني خليفته الكامل الشيخ السيد محمد أبو الصفا خلفه ليلة وفاته وكانت وفاة المترجم محموماً في يوم الخميس السابع والعشرين من رجب سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف عن مائة وثمان سنين ولم ينقطع عن الزاوية المذكورة إلا ليلة وفاته رحمه الله تعالى آمين.

[مصطفى المعروف بنعيما الحنفي الحلبي]

نزيل قسطنطينية وأحد خواجكان ديوان السلطان الأديب العارف المنشئ الكاتب المؤرخ الشاعر الشهير ارتحل لدار الخلافة والملك في الروم قسطنطينية العظمى وصار من تربدارية سراية السلطان ثم بعد ذلك انتسب إلى الوزير أحمد باشا القلائلي وخدمه وصار عنده كاتب ديوانه وفي سنة عشرة ومائة وألف في جمادي الأولى تولى الوزير المذكور الصدارة الكبرى فوجه على المترجم محاسبة أناطولي وفي سنة إحدى وعشرين صار تشريفتحي الدولة العثمانية ورؤي لائقاً للخدمة المرقومة وصار كاتباً لوقائع الدول المعبر عنه بينهم بوقعه نويس وفي سنة خمس وعشرين في رجبها صار دفتر أميني الدولة وهذا المنصب من المناصب المعلومة بين خواجه كان الدولة وفي سنة ست وعشرين أعطى منصب باش محاسبه ثم في ربيع الأول سنة سبع وعشرين لما ذهبت العساكر الاسلامية من طرف الدولة العثمانية بعد الفتح والظفر في أواخرها صار المترجم عند رئيس العسكر دفتر أميني أيضاً ومن آثاره تبييض تاريخ ابن شارح المنار وذيل عليه أيضاً بمقدار وهو الآن مشهور بتاريخ نعيما وكان له بالتركية شعر جيد يعرفه أولوا الفهم بذلك اللسان ولم أر له في العربية شيئاً وكانت وفاته خلال سنة ثمان وعشرين ومائة وألف في قلعة باليه بادره رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحم من مات من المسلمين أجمعين آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>