العالم العلامة الفاضل المحقق البارع له البراعة والنظم والنثر والفضل والباع الطويل لأقامة دعائم الدليل قال بعض من لقيه لم يتحف أحداً برقيق أشعاره. ولا ينزه طرفاً في حدائق آثاره فهي دائماً بخدور صدره وتحت أذيال ستره. يتطلب دائماً أشعار اخوانه وفقه خلانه ويضعها في أكنانه كما يزن عقلهم بميزانه فعلى الحالين ان أحسنا به الظن نقول هو يعلم بالأذن وان أطعنا النفوس طوع البهائم وركبنا بطون المحارم وامتطينا القلاص الرواسم لوامض برق من الظنون الرواجم فلا يبعد أن نقرع سن الندم على سر طوى عن غير كاتم فالتسليم أسلم والله أعلم وقد وفد إلى طرابلس الشام بالطريقة الأحمدية في سنة خمس وثمانين ومائة وألف واشتهر بها وقد أخبرني من أثق خبره ان المترجم كان آية باهرة في العلوم والفنون وانه في كل علم بحر خضم جامع بين الحقيقة والشريعة ووفد إلى دمشق واجتمعت به وقد رأيت من آثاره بيتين خاطب بهما الفاضل الأديب السيد أحمد البربير الدمياطي وهما قوله ارتجالاً
ان حمد الناس منك فضلاً ... فانني لا خفاء أحمد
وان يرى من حميد وصف ... فأنت بدر التمام أحمد
فأجابه حالاً
مدحتكم في الورى بقلبي ... ولم أزل باللسان أحمد
لكن بدا في الثنا قصوري ... إذ أنت في الحالتين أحمد
وكأنت وفاته بقسطنطينة في سنة اثنين وتسعين ومائة وألف ولم يبلغ في السن ثلاثين سنة رحمه الله تعالى.
[الشيخ أحمد الشاملي]
أحمد المعروف بالشاملي الحنفي الدمشقي أحد مشاهير أعلام الفضلا المفيدين بدمشق كان فاضلاً عالماً محققاً تقياً له اطلاع أخذ وقرأ على جماعة أجلاء منهم الشيخ علي ابن الخليفة الدمشقي والشيخ عثمان القطان وكان يدرس بالمدرسة البيرمية الكائنة بالقرب من سراية الحكم بدمشق التي بناها كافلها الوزير محمد باشا الشهير بابن كرد بيرم في سنة سبع عشرة ومائة وألف ولازمه جماعة من الطلبة وأنتفعوا به وكأنت وفاته بدمشق في سنة ثلاث وستين ومائة وألف ودفن بالمديان الأخضر رحمه الله تعالى.