وانشق به ريح الخزام لعلنا ... من عرف ذياك الحمى نتنشق
دار بها قد حل أشرف مرسل ... طه النبي الصادق المتصدق
ذو الجاه والشرف الرفيع ومن به ... كل الأنام إلى علاه تنطق
ثم ختم المحاسني المترجم فقال
صلى عليه الله ما ركب سرى ... نحو العقيق وما أشرأبت أنيق
والآل والأصحاب ثم ومن تلا ... من بعدهم في الدين هديا حققوا
ما غردت ورق الحمام سواجعاً ... وسرى نسيم الروض فيه يخفق
وللمترجم متشوقاً إلى دمشق حين كان في القدس في سنة ست وسبعين ومائة وألف
شوقي لجلق ذات المنهل العذب ... أهاج وجد غرامي زائد اللهب
يا زاجر العيس شوقاً نحوها دنفا ... في مهمه الفر يبدي شدة اللغب
عرج هناك لصحبي ثم بث لهم ... وجدا تزايد بالأيقاد كالشهب
فيا رعي الله حيا بالشام لنا ... ذات البشام وذات المبسم الشنب
قد حال رسم ترى عما عهدت بها ... أم ظل يبكيه دمعي زائد السحب
لم يبرح الشوق مني نحوها أبداً ... حتى أوسد رمساً في ثرى الترب
أم كيف أنسى ربوعاً بالهنا عمرت ... بين الأحبة لما طال مغتربي
دار بها البشر واللذات قد سلفت ... ما بين أهل الصفا في غاية الطرب
وأهالها وسقاها الله كل ندى ... بكل منسجم الهطال منسكب
معاهد الألف والأحباب من وطن ... قد حن قلبي لمرآها السني العجب
فعمر الله مغناها بكل مدى ... ما حن نازح ألف من جوى نصب
ما هب شمأل روض في غصون ربا ... أو ناح طير على عال من القضب
وله غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة الحرام سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربتهم بباب الصغير ووافق يوم وفاته وفاة السلطان الأعظم مصطفى خان بقسطنطينية المحروسة رحمهما الله تعالى.
[السيد سليمان الحموي]
السيد سليمان بن نور الله بن عبد اللطيف الحموي ثم الدمشقي المعروف بالسواري الأديب الماهر الشاعر الكاتب أحد السابقين في ميدان الأدب قدم دمشق واستقر بها أخراً نزيلاً عند نقيب الأشراف بدمشق السيد العلامة محمد العجلاني ثم من بعده عند أخيه السيد حمزة العجلاني النقيب وولده السيد حسن وكان من أخصائهم