والروض فاح عبيره لنسيمه ... الخفاق والأزهار فيه تعبق
وزهت كؤس الصفو في أرجائه ... صرفاً ليحسوها الفؤاد الشيق
ثم أنشد والدي فقال
والروض يعبث بالنسيم تاؤدا ... لما غدا ماء العذيب يرقرق
والورد غض مطرق لرؤسه ... شبه الذي هو بالخجالة مطرق
لم أنس ليلة زارني في تيهه ... وعذولي النمام ذاك الأزرق
ثم أنشد البارع محمد شاكر العمري فقال
لا كان عذالي ولا كان العدا ... فالقلب من عذاله متقلق
وسقى الحيا روضاً به نلنا المنى ... بأحبة قلبي بهم متعلق
من كل بدر كالغزالة وجهه ... وقوامه غصن بفرع مورق
وجبينه صبح وطرة وجهه ... ليل وصفحته كورد يشرق
ثم أنشد صاحب الترجمة فقال
عاطيته كأس المدام وبيننا ... عهد أكيد بالمحبة موثق
عهد يطول وإن تلاحى عاذل ... فبوجهه أيدا يذل ويطرق
وعلى المحبة قد طويت أضالعا ... حتى القيام وكل فرد يسبق
والبدر يفتضح الظلام كما بدا ... فلق الصباح على الروابي موثق
ثم أنشد المنيني المذكور فقال
وغدا به قلبي يعذب في الهوى ... والجسم مضني والنواظر تحدق
ااراك تسلو يا خلي مهفهفاً ... حلو الشمائل بالفؤاد معلق
صاد القلوب بلحظه فنباله ... بالفتك من سهم المنية أسبق
وحوى جمالاً باهراً جل الذي ... أنشاه بدراً بالمحاسن يشرق
ثم أنشد والدي فقال
من عصبة هم للرياض عبيرها ... ونسيمها الفواح فيها يعبق
حلواً بقلبي شبه سكان الحمى ... كل له في القلب شمس تشرق
ولذاك إني مولع في حبهم ... ولسان حمدي بالفصاحة ينطق
ولطالما إني أشنف مسمعاً ... في حب من في حبهم أتعشق
ثم أنشد العمري المذكور فقال
هم أهل نجد والعقيق وحاجر ... شنف بذكراهم فقلبي يحرق
وأدر لنا ذكر العذيب وبارق ... مع طيب سلع والأبيرق يبرق