للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا زال يرفل في السيادة دائماً ... ما طاف عبد بالمقام له وحن

أو ما ترنم طائر في بانة ... يشدو بأخان لدى غصن أغن

وله من قصيدة امتدح بها والدي مطلعها

سقاك المزن يا دارا بحزوي ... وأخصبك الربيع بها وأروى

وحياك المهيمن ما تراءت ... بدور من مغانيك لمثوى

بدور قد عهدت بهم وفاء ... بذات الضال ما أهناه حبوا

تذكرني الشبيبة كل وقت ... ورغد العيش بالجرعاء مأوى

رعى الله المعاهد والمغاني ... وإن كانت من الأعمار تطوى

فدع عنك المغاني ثم عرج ... لشهم العصر ساميه كرضوى

امام في العلوم حوى أيادي ... بسعد يالها منحا فتروى

تسامى لا البدور له تحاكي ... وأين البدران يحكيه زهوا

منها

فوافى بابه تجد التهاني ... وتمنحك الهداية منه عفوا

بعز فوق هامات الثريا ... ومجد ناله شرفاً بتقوى

فظل النصر يخدمه دواماً ... ووافته السعادة حيث يهوى

وقال مشطراً

أحمامة فوق الأراك تبني ... قد فاح بالترجيع عرف شذاك

ما أنت أول من بكى لصبابة ... فبحق من أبكاك ما أبكاك

أما أنا فبكيت من ألم الجوى ... متذكراً لمقيل ظل أراك

أجريت فيض محاجري بتذكري ... وفراق من أهوى أأنت كذاك

وكتب في صدر رسالة وهو في الروم قوله

سقى الله أرض الشام صيب رحمة ... تروم على سحب الهنا برباها

فكم لي بمغناها سوالف وقفة ... تقضت بصفو ما ألذ مناها

وقفت على ماضي المعاهد أدمعي ... إلى أن يعاني الطرف طيب ثراها

ومني على من حل موطن جلق ... لألف سلام من مشوق هواها

ومما اتفق له من المساجلة مع الوالد وسادة أجلاء في روض تفتح زهره وصفا نهره واعتدل هواؤه وراق جلاؤه فقال المولى إسماعيل المنيني

وندى أنس بالأهلة مشرق ... وباوج علياهم سناهم يشرق

قد طاب أنساً بالهناء وغردت ... فيه البلابل والمياه تصفق

<<  <  ج: ص:  >  >>