للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتباً جليلة ثمة ولم يحصل على شيء من سفرته وصارت له رتبة موصلة الصحن لما ولي حكومة دمشق الوزير محمد باشا العظم وكانت قبل ذلك له رتبة الداخل وحين جاء عرض له بذلك وللمولى أسعد بن خليل الصديقي برتبة دار الحديث السليمانية وللمولى السيد حمزة بن علي العجلاني نقيب الأشراف برتبة الصحن فجاءت لكل منهم ذلك من شيخ الاسلام المولى محمد سعيد ميرزا زاده مفتي الدولة العلية ولما توفي رئيس الكتاب في القسمة العسكرية يحيى بن إبراهيم الجالقي أخذ الرياسة عنه وباشرها فلم يجل في بابها وأراد أن ينهض فكبا ولم تطل مدته وتوفي وكان يتولى النيابات بمحاكم دمشق ودرس بالجامع الأموي حين جاءت العساكر المصرية إلى دمشق وأخذتها وواقعة ذلك مشهورة أغرض على آغا اليرلية بدمشق يوسف أغا الشهير بابن جبري ونسبه لأمور خالية عنه وإنه خان الدولة وارتشى من رئيس العسكر الأمير محمد المعروف بأبي الذهب وكان الأمر بخلاف ذلك فبعد تمهيد الأمور وعود أهالي دمشق اليها حصل له رعب شديد من آغا اليرلية المذكور وتحقق أذاه له فبعد مضي مدة قليلة غضب على المذكور والي دمشق الوزير عثمان باشا وخنقه في قلعة دمشق وضبط ماله لطرف الدولة العلية وبعد موته ألف صاحب الترجمة في حقه رسالة سماها البغي والتجري في ظهور ابن جبري وذكر فيها ترجمته وأحواله واشتهرت الرسالة في وقتها ولم يزل المترجم على حالته إلى أن مات وكان من أحباب والدي وأودائه وللوالد عليه حنو وعطف وكان يكرمه كثيراً وله فيه مدائح فمن ذلك قوله ممتدحاً والدي بهذه القصيدة ومطلعها

سرت النياق وهزني منها شجن ... وغدت نحن بذا المسير إلى الوطن

وأهاجني برق تراآى اذ حدا ... حادي الظعون بهم وروعني الحزن

لله يا حادي الركاب بمهجة ... قد أورثت وجداً وشوقاً للدمن

ما أنت يا حادي بخلي في السرى ... دعها ومل نحو الديار إلى العطن

هذا العلي أبو المكارم من غدا ... غيث الزمان إذا به محل قطن

ذو الرأي والتدبير حبر كامل ... مع فضل سحبان له خلق حسن

فالبحر يزخر من مواهب جوده ... والدر والياقوت ليس له ثمن

لا غر وان السيل يحكي كفه ... فالكف أسبق بالنوال إذا هتن

منها

وعلى ثنائي للجناب ملازم ... وسرائري تنبي بذلك والعلن

ما فيه عيب غير إن يمينه ... قد طاولت أعلى السماك بلا وهن

<<  <  ج: ص:  >  >>