عبد الرحمن بن محمد الذهبي المعروف بابن شاشه الدمشقي نزيل الحرمين الشيخ الفاضل الكامل ترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه أديب تردي من الكمال البرد المفوف وجاب البلاد لاقتناء مخبآته وطوف فلم شعثه المنبث ووصل سببه المجتث وأراد أن يرشف من بحره فكرع وافترع من عون شوارده ما افترع وتنقل من وطن إلى وطن إلى أن تجاوز صنعا وعدن الا أنه ما استقر حتى أذعن إلى الأوبة بالانقياد واستقر فأم أم القرى وقال عند الصباح يحمد القوم السري فمكث مدة طويله وهو يكثر على تربة مولده نحيبه وعويله فأعمل الرواحل وطوى المراحل فأدرك المأمول وحط ثقل الحمول وقد رأيت له مجموعة تنبئ عن حيثيته عارض بها الأمين في نفحته وأراد أن ينهض فكبا وأتعب كاهلاً ومنكباً وأعانه ولا أقول أشابة بل عصابه وقدموه على أمر سد دونه باب الاصابة فحاول ما أراد أن يحاول وأين الثريا من يد المتناول فما كل رام مصيب ولا كل روض خصيب وشتان بين حلة مطرزة واخرى مرقعة مخرزة وبالجملة فله اطلاع ملأ منه الجوانح والأضلاع وله نظم أطلعت منه في مجموعته على القليل كالروض المطير البليل وهاك منه ما يساغ وما هو كالذهب المصاغ انتهى ما قاله ومن شعره ما كتبه للأديب عبد الحي الخال الدمشقي من مكة المشرفة بقوله من قصيدة مطلعها
الا مبلغ عني الأحبة من نجد ... بأني على ما يعهدون من العهد
أبيت لفقدي من أحب متيما ... يزيد بي الأعراض وداً على ود
أنهنه دمعاً من عيون أظنها ... مذاب عصى القلب يجري على خدي
أسائر نجم الليل سهداً كأنني ... واياه ذا فقد تقابل بالبعد
كأن الدجى بحر من الفكر دائماً ... أغوص به فالدر من موجه أبدي
كان الفلا أفق مواقيد نارها ... شموس أنارها من سماها على الوفد
كان مديد الأرض والركب فوقه ... سفين بلا جزر تسير ولا مد
كان المطايا فوق أظهرها لها ... قباب من الآمال شوقاً بها تفدي
كان الزمام الشوق منها لها غدا ... يقود فلا تدري الحداة بما تحدي
كان شدا الغلمان عند انقيادها ... لها صوت من تهوي يقول لها عندي
كان انثنا أيدي المطي ورفعها ... قدوداً لغواني الراقصات من الوجد