للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذب بهجرك ما استطعت ففي غد ... بيني وبينك يا ظلوم الموقف

ومن ذلك قول الأديب عبد الحي الخال

قد طال فيك تستري وتموهي ... واذيع ما أخفيته بتأوهي

وزجرت قلبي منك قلت لعله ... أن ينتهي فأجابني لا أنتهي

يا حبذا حجبوه عني إن يكن ... برضاك اني أشتهي ما تشتهي

عذب وجر فعسى يطول حسابنا ... في الحشر كي أحظى بمنظرك البهي

وأصله قول ابن رواحة

يا ماطلاً لا يرى خليل ... لديه ورداً سوى سراب

نعلم الطيف منك هجري ... فلا أراه بلا اجتناب

كم كتب الدمع فوق خدي ... اليك دعوى بلا جواب

أغلقت باب الوصال عني ... فسد للصبر كل باب

ان كان يحلو لديك ظلمي ... فزد من الهجر في عذابي

عسى يطيل الوقوف بيني ... وبينك الله في الحساب

ومنه قول بعضهم

زدني عذاباً ولا تترك لجارحة ... مني جراحاً وخذ روحي وجسماني

عساك في الحسر لما أن يطول غداً ... حسابنا تتملى منك أجفاني

ومنه قول ابن نباتة من قصيدة

وطولي من عذابي في هواك عسى ... يطول في الحشر ايقافي واياكي

وكانت وفاة المترجم في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى.

[سعيد الجعفري]

سعيد بن محمد بن إسماعيل بن زين الدين بن بهاء الدين المعروف بالجعفري الشافعي الدمشقي العالم العامل الفاضل المتفوق كان من أفاضل دمشق شيخاً أديباً بارعاً حافظاً لكتاب الله تعالى مواظباً على الطاعة والعبادة مستقياً على وتيرة التقشف ولد بدمشق سنة احدى وثلاثين ومائة وألف وقرأ على مشايخ اجلاء كالشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ علي كزبر والشيخ محمد الديري نزيل دمشق وغيرهم وتمكن من العلم والأدب وحصل فضلاً لا نكر فيه ودرس مدة بالجامع الأموي ثم ترك ذلك وحصل له في عقله خلل وأخبرني بعض الأصحاب أن أصل ذلك جذبة آلهية حصلت له بعد وفاة الأستاذ الشيخ أحمد النحلاوي لأنه كان ملازماً له هو ووالده الفاضل

<<  <  ج: ص:  >  >>