للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يجمع فمما وصلني منه ما وجد بخطه وهو قوله

تبدي وبدر التم من خجل مغضي ... وماس كخوط البانة الرطب الغض

ودار بياقوت الحدود زمرد ... من النبت زاه لاح في المغرس الفضي

وخالسني من مقلتيه بنظرة ... فاحرم أجفاني بها لذة الغمض

وأنهك جسمي حبه ونفاره ... فغادرني لا أستطيع إلى النهض

وإن شام لحظ العين بأرق ثغره ... يجود بغيث الدمع من ذلك الومض

إذا ما رنا نحوي بجارح لحظه ... حسبت فؤادي نهب أجدل منقض

وكنا تقاضينا على دين قبلة ... فأرهنته قلبي الشجي ولم يقض

وما طلني في دينه وهو موسر ... وظلم ذوي الأيسار يمطل بالقرض

وقفت له عكس اسمه متذللاً ... وأفرشت في ممشاه خدي على الأرض

ولم أنس لما عاقرتني بكأسها ... بدالبين حتى كدت من سكرتي أقضي

مناشدتي اياه وقت وداعنا ... وصبب دمعي فوق خدي مرفض

أمثخن قلبي من ظبي لحظاته ... جراحاً أمضت بعضهن على بعض

حذارا على قلبي بحبك قد غدا ... جذاذاً وقد آلت مبانيه للنقض

وما أسفي أن ينعفي غير أنه ... كناسك وافعل ما تشا فهو المرضي

متى تجل عني ظلمة الصد والجفا ... بصبح وفاء من وصالك مبيض

أقول ما ألطف قوله وقفت له عكس اسمه فإن مراده بمعكوسه سائلاً لآن المحبوب الذي تغزل فيه اسمه الياس كما أخبرني بذلك بعض الأدباء الحلبيين ولم أتحقق وفاته رحمه الله تعالى.

[عبد الرحمن الجقمقي]

عبد الرحمن بن محمد المعروف بالجقمقي الدمشقي المجذوب الصالح المعتقد الولي المستغرق كأن له كرامات شهيرة منها التي تكرر وقوعها إن المريض الذي يدخل عليه يشفى والذي يمتنع من الدخول عليه يتحقق إنه إلى الموت أقرب ودخل مرة على قاضي البلدة وكان بعين واحدة فوضع يده على عينه الواحدة يشير إلى أن القاضي أعور فحمق منه وأمر بضربه على قدميه فضرب تسعة أسواط ثم تشفع له بعض أهل ذلك المجلس فعزل القاضي في اليوم التاسع ورجم وأهين حتى أشرف على الهلاك لولا تداركه اللطف ومن كراماته إن الشيخ إبراهيم السعدي الجباوي خرج عليه في بعض الأسفار بعض الأعراب

<<  <  ج: ص:  >  >>