عبد الرحيم بن محمد المعروف بابن حجيج الشافعي الدمشقي الخلوتي أحد مشايخ الطرق المشاهر الشيخ المتعبد الناسك المعتقد الصالح المبارك أخذ الطريق عن والده وأقيم بعده شيخاً حين توفي وذلك في يوم الخميس ثالث عشر ربيع الثاني سنة أربع وعشرين ومائة وألف وكان والده المذكور أخذ الطريق عن الصالح الشيخ أحمد بن عمر الخلوتي البرزي الشافعي الدمشقي المتوفي في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وألف وكان أخذ هو عن الاستاذ الشيخ السيد محمد بن عمر العباسي الدمشقي المتوفي في سنة ست وسبعين وألف وكان البرزي المذكور مقيماً في زاوية الخواجا عمر بن إبراهيم السفرجلاني التي بناها وأوقفها على أرباب الطريق وجعل لها مبرات ووقفاً وتعايين وأول من نزلها وسكن فيها الشيخ منلا مسكين الكردي وجماعته ثم الشيخ البرزي المذكور ثم الشيخ محمد حجيج المذكور واجتمع عليه جماعة شيخه ثم إن المترجم جلس بعد وفاة والده المذكور على سجادة المشيخة وتقيد بعمل الذكر وكانت له معرفة بالطب والحكمة ذو حلم وتودد مع الناس وكانت وفاته في يوم الأحد ثاني شعبان سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير وجلس بعده خليفة أخوه الشيخ محمد حجيج ولفظة حجيج لا أدري أهي لقب أو تصغير حاج والله أعلم.
[عبد الرحيم الكابلي]
عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الحنفي الكابلي الهندي نزيل دمشق الامام العلامة المحقق المدقق البارع مولده بمدينة كابل من اقليم الهند ونشأ بها ورحل إلى سمرقند وغيرها وأخذ بتلك البلاد عن علمائها ثم حج ودخل إلى دمشق بعد الثمانين وألف فقطن بها وقرأ على جماعة من علمائها أيضاً منهم العلامة الشيخ إبراهيم الفتال لازمه مدة وانتفع به كثيراً وكذلك محمد بن أحمد بن عبد الهادي العمري وأبو المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي وغيرهم وصحب الجد الشيخ محمد مراد البخاري نزيل دمشق وتلمذ له وانتفع بصحبته وسكن في دار لصيق جامع تنكز وتزوج بها ورزق أولاداً ثم درجوا ومات من غير عقب وجلس للتدريس بالجامع المذكور ولزمه الطلبة للاستفادة وكان عجباً في سرعة التقرير وحسن التأدية وفصاحة العبارة وكان مدرساً بالعذراوية وافتتح الدرس بها في سنة احدى وعشرين ومائة وألف وكان يحضر دروس العارف الشيخ عبد الغني النابلسي في الفتوحات المكية ثم ترك ذلك وحكى الكثير من تلامذته رؤيا غريبة وقعت له وكان أحد الطلبة شرع عليه في قراءة شرح ايساغوجي في المنطق لشيخ