للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظلام ليل ما ترى أم طرّة ... هل لي إلى إدراك ذاك سبيل

قد خلت مذ ليل الغدائر قد بدا ... أن ليس للصبح المنير وصول

لكن بلال الخال أشعر أنه ... ضوء الجبين على الصباح دليل

فانهض إلى حثو الكؤس أخا الهوى ... في روض أنس والنسيم عليل

وافتض بكر مدامة واستجلها ... فلها إذا افتضت دم مطلول

كمذاب ياقوت بجامد فضة ... في لحظ ساقيها الصبيح ذبول

حمراً إذا ما قام يترع كأسها ... عنج اللواحظ طرفه مكحول

خلت المدام ووجهه لما بدا ... شمساً وبدراً ما اعتراه أفول

وظننت كأس الراح في يده غدا ... كهلال يوم الشك وهو ضئيل

لم أدر هل خضبت بأحمر خدّه ... أم خدّه من كأسها مطلول

فاشربهما صرفاً فذلك شربه ... رشف وهذا شربه التقبيل

واغنم فدتك الروح أيام الضبا ... واللهو إنّ زمانهن قليل

وتلاف أيام الربيع وورده ... فعليه من در الندى اكليل

فالروض معطار الأزاهر يانع ... والغصن يرقص والهزار يقول

والدف يعزف والنسيم مشبب ... والعود يشدو والسحاب مطول

وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار وألف ثبتاً حافلاً جامعاً لشيوخه واجازاته وصار له جاه واشتهار ودلة وصار نقيباً ومفتياً بحلب ودرس بالحجازية والأسدية بها واشتهر بالفضل والذكاء والنبل وأخذ عنه جماعة من الفضلاء وكانت وفاته بحلب سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ودفن بها عن ثمانين سنة رحمه الله تعالى.

[يوسف أفندي النابي]

الرهاوي الأصل الحنفي نزيل قسطنطينية وأحد خواجكان الدولة ورؤسائها المشهورين بالمعارف والأدب الأديب الشاعر الناظم الناثر المشهور فمن شعره العربي قوله مضمناً

لنا حبيب له في كل جارحة ... منى جراح بسيف اللحظ والمقل

تقول وجنته من تحت شامته ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

وله غير ذلك وكانت وفاته بقسطنطينية سنة أربع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى.

[يوسف رئيس الأطباء]

ابن محمد بن يوسف الطرابلسي الأصل الدمشقي رئيس الأطباء بدمشق كان يلقب بابقراط

<<  <  ج: ص:  >  >>