قف في منازل سلمى أيها الباكي ... واحبس مطيك عند المرتع الزاكي
وصير النجب سفناً والدموع لها ... بحراً ونادي ببسم الله مجراك
وخل آرامها ترعى البشام بها ... وقل تهني فعين الله ترعاك
واحكي الحمام نواحاً والرسوم بلا ... فهم يقولون إن الفضل للحاكي
وإن سرت عند شكواك الصبا سحراً ... فنادها يا صبا من أين مسراك
فإن يكن فيك أو في طي ذيلك لي ... رسائل منهم لا خاب مسعاك
وسل رسوم ديار الظاعنين وقل ... أيا منازل سلمى أين سلماك
ومن هجوه
بليت بصاحب وله شقيق ... شهاب الدين ذو شكل كريه
كلا الرجلين ضراط ولكن ... شهاب الدين أضرط من أخيه
وكان رجل دلال يقال له ابن البغل تعمم بعمامة كبيرة ولامه الناس على لبسها فلم ينته فعمل له هذه الأبيات وأرسلها إليه فلما وقف عليها نزع تلك العمامة وعاد إلى عمامته الأصلية وفي الأبيات ايداع المصراع الأخير وهو من جملة أبيات للوزير المهلبي
إلى كم نحن في عيش كريه ... من الدهر الذي لا نرتجيه
ولولا إن هذا الدهر أضحى ... يعاملنا بما لا نشتهيه
لما كان الغراب يقول شعراً ... ويجري شعره من قعر فيه
ولا ابن الغراب الفيل يمسي ... من الكتاب يمشي مشي تيه
ولا ابن البغل نعرفه بعرف ... سلوه هل أتاه من أبيه
إذا نادى على شيء انادي ... الأموت يباع فأشتريه
وللمترجم في الهجر والمجون شيء كثير وبالجملة فقد كان نابغة عصره وكانت وفاته في ثالث يوم من ربيع الثاني سنة سبع عشرة ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
[عبد الحليم أمير زاده]
عبد الحليم بن عبد الله بن حسن المعروف بأمير زاده الحنفي القسطنطيني السيد الشريف الكاتب البارع المفنن أحد النجباء الأذكياء الماهرين بالخطوط والكتابة والفنون ولد بقسطنطينية وقرأ القرآن وأخذ الخط وتعلمه وبرع بالأقلام السبعة وأتقنها واشتهر في دار السلطنة وأخذ ذلك عن والده الآتي ذكره بعده عن الكاتب محمد ابن يوسف الملقب براسم وقرأ بعض العلوم وأتقن الفارسية والعربية ومهر بالانشاء