ببلان إلى أن عزل الوزير المذكور من حلب ووليها صاري عبد الرحمن باشا فعاد إليها واستمر الحال إلى أن مات وكأنت وفاته في يوم السبت خامس جمادي الثانية سنة سبع وسبعين ومائة وألف عن ثلاث وتسعين سنة وأعقب ودفن في التربة الأمينية التي مدفون فيها الشيخ أبو يمنى خارج باب قنسرين وقنصة اسم جدته أم والده كأنت من قرية من قرى حلب رحمهم الله تعالى
[أبو بكر الدراقي]
أبو بكر المعروف بالدراقي الحمصي كان ورعاً زاهداً نطق بولايته الخاص والعام وكان مشهوراً باستجابة الدعاء وله كرامات كثيرة يطول ذكرها توفي تقريباً في سنة خمسة وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى
[أبو الذهب محمد بيك]
أبو الذهب محمد بيك بن عبد الله رئيس الأمراء الكبار بالديار المصرية كان مولى من موالي الأمير علي بيك ثم لما صدر من والي دمشق الوزير عثمان باشا بعض الأمور مع أهل غزة والجاهم في الشكاية عليهم إلى الأمير علي بيك المزبور فعين الأمير علي بيك للركوب على الوزير عثمان باشا والأنتقام منه صاحب الترجمة وجهز معه العساكر الكثيرة والذخائر فتوجه جهة دمشق وكان وصوله إليها يوم الاثنين تاسع عشر صفر سنة خمس وثمانين ومائة وألف وكان معه تسعة صناجق وخمسة من أولاد عمر الظاهر أمير بلدة عكا ومشايخ المنأولة والصفديه أهل البدع والرفض ومعه نحو ثمانين مدفعاً وأربعين ألف مقاتل وكان عثمان باشا لما سمع ما صدر من شكاية أهل غزة وتجهيز العساكر لقتاله من جهة الديار المصرية وكان الأمير علي بيك أرسل لوالدنا مكتوباً يخبره بما صدر من عثمان باشا وانكم إن لم تسلموه نلقاكم بالرجال والأبطال فأخبر والدنا وعثمان باشا الدولة العلية بهذا الأمر فعينت الدولة لقتال العساكر المصري ودفع غائلتهم عن البلاد الشامية والي حلب عبد الرحمن باشا ووالي كليس خليل باشا ووالي طرابلس محمد باشا المزبور وتوفي والدنا في أثناء ذلك قبل وصلو أبي الذهب إلى الشام فلما قدم أبو الذهب بعساكره المار ذكرها ونزل بقرب داريا الكبرى ووصل خبره إلى دمشق خرج للقائه الوزراء الأربع بالعساكر الشامية والأجناد وصارت المعركة في سهل داريا المزبورة وفي أقل من ساعة انكسر العسكر الشامي وفر هارباً كل من خليل باشا وعبد الرحمن باشا