وعساكرهما وقتل منهم شرذمة قليلة وثبت كافل دمشق عثمان باشا وولده محمد باشا والعساكر الشامية وحصل القتال معهم ثلاثة أيام ثم في ليلة الجمعة رابع عشر صفر المزبور ذهب عثمان باشا فاراً مع ولده محمد باشا وصبحة الجمعة ورد مكتوب من أبي الذهب لعلماء دمشق وأعيانها يطلبهم لمواجهته في ذلك اليوم كل من العلامة علي بن صادق الطستاني مدرس الحديث تحت القبة والمولى أسعد بن خليل الصديقي أحد الرؤساء بدمشق الشريف محمد بن أحمد العاني أحد المدرسين بالجامع الأموي وحين وصلوا عنده طلب منهم تسليم دمشق وأنه لا بد له من أخذها على أي حالة وتوعدهم إن خالفوه أنه يحرقها ويأسر جميع أهلها فأمهلوه بالجواب إلى يوم السبت حتى يجتمعوا ويشأوروا أهل دمشق من الأعيان والعلماء والأوجاقات ففي تلك الليلة ليلة السبت هربت الأعيان وعثمان باشا وولده ورئيس اليرلية يوسف أغا ابن جبري ولم يبق في دمشق مقاتل واستولى على الناس الخوف والفزع والقلق وغص الجامع الأموي بأهالي القرى فإنهم نزلوا جميعاً بأهلهم وأمتعتهم ومواشيهم إليه وكان ذهاب الفارين إلى بلدة حماه ففي صبيحة يوم السبت هاجت الضعفا بدمشق وذهبوا إلى العلماء حيث لم يجدوا من يدافع عنهم وتوسلوا بهم أن يواجهوا المترجم ويسلموه الشام ويدفعوا عنهم غائلته فخرج لملاقاته كل من العلامة علي الطاغستاني المار ذكره ومفتي الشافعية بدمشق السيد محمد شريف بن الشمس محمد الغزي العامري وخطيب الجامع الأموي المولى سليمان بن أحمد المحاسني والعلامة خليل بن عبد السلام الكاملي فلاقوا العساكر عند قرية القدم متوجهة لدمشق لأجل القتال فطلبوا منهم المهلة حتى يواجهوا أبا الذهب فلما دخلوا عليه قابلهم بغاية الاكرام فأخبروه بأنه لم يبق في الشام مقاتل وقالوا له إن البلد لمولانا السلطان مصطفى خان فتسلمها أنت واحقن دماء المسلمين وكف عن أموالهم وكان رئيس جند القول مصطفى أغا المطرجي لما فراعيان دمشق وكافلها وصار ما تقدم أغلق باب القلعة الدمشقية وحاصر فسألهم أبو الذهب المترجم عن القلعة فأخبروه بما وقع وطلبوا منه أن يخرج لهم من ينادي في شوارع دمشق بالأمان ورفع القتال ففعل ذلك ثم رفع القتال عن أهل دمشق وصار عسكره ينزل إليها ولا يتعرضون لأحد من أهلها بأذى ثم بعد أيام حاصر القلعة الدمشقية ونصل لها الأطواب من المرج الأخضر وضربها بالقنابر فصارت تنزل القنابر على أهل البلد ولا تصيب القلعة حتى وقع على سقف الجامع الأموي منها واحدة فخرقته وأزعج الناس