لذلك انزعاجاً كلياً فخرج إليه بعض العلماء وأخبروه بما صار وإن هذا الأمر ليس بأمان لأهل دمشق وأخبروه بما فعلت القنابر في البلد واستمر الحال على ذلك إلى يوم الاثنين رابع ربيع الأول هذا لسنة فورد من أورديه كتاب مضمونه
أنه كان سبب مجيئنا إلى هذه البلاد الشامية لأجل مقاتلة عثمان باشا فلو خرج لنا لخارج البلدة ما قارشناكم وسبب تعرضنا للقلعة أن بها عثمان باشا وأمواله فلما تحققنا ذهابه وأنه ليس بها رفعنا القتال عنها وما مرادنا بلدتكم ولا اضراركم وأذيتكم وهذه بلدة مولانا السلطان الأعظم مصطفى خان والقلعة أبد الله خلافته إلى يوم الدين ولم يقع من عسكرنا أذية لأحد من أهل الشام فنرجوا أن تبتهلوا بالدعاء لحضرة مولانا السلطان ولنا بالتبعية واذكرونا بالخير والجميل والسلام وطلب الجواب من أعيان دمشق وعلمائها عن ذلك فأجابوه أنه وصل كتابكم وعرفتمونا أن سبب مجيئكم عثمان باشا وقد ذهب وإن البلدة بلدة مولانا السلطان وما مرادنا البلدة والآن إنكم عزمتم على العود إلى مصر فتوجهوا إلى حيث شئتم والسلام وثاني يوم وهو يوم الثلاثاء خاسم ربيع الأول رحل عن دمشق متوجهاً إلى مصر فعند ذلك اجتمع علماء البلدة في دار السعادة وكتبوا لكافل دمشق الوزير عثمان باشا جميع ما صدر وإن أبا الذهب رحل عن دمشق متوجهاً إلى مصر في يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول ورد إلى دمشق كافلها عثمان باشا وولده محمد باشا والقاضي العام بها محمد مكي أفندي بن إبراهيم أفندي والأعيان والأفندية والعساكر التي كأنت فرت وقدم رئيس اليرلية يوسف أغا ابن جبري من جبل الدروز ومعه خمس آلاف درزي وانزلهم في البلدة بأمر من عثمان باشا ثم بعد مدة أيام رفع عثمان باشا يوسف أغا المزبور إلى سجن القلعة وأمر بخنقه فخنق لأنه كان السبب في تقوية الدولة المصرية على العساكر الشامية طمعاً منه في قتل عثمان باشا وصيرورته مكانه كافلاً بدمشق فما قدر الله ذلك وأرجع كيده في نحره فلا قوة إلا بالله ثم لما رجع المترجم ووصل إلى القاهرة وأخبر مولاه علي بيك بما فعل لم يرض بذلك ولامه على تركه الشام بعد الاستيلاء عليها وطرده فصار أبو الذهب من أعدائه فخرج من مصر إلى بلاد الصعيد وجهز عساكر عظيمة ورجع إلى مصر فطرد منها مولاه المزبور واستولى مكانه فخرج هارباً علي بيك بعساكره وجاء إلى عكا ووقع عند عمر الظاهر وطلب منه أن يعينه على قتل أبي الذهب فجهز له عساكر جمة وأرسلها معه وأصحبه زمرة من أولاده وأجناده فخرج وقصد مصر فلما بلغ خبره أبا الذهب خرج من مصر لملاقاته فتلاقى الجمعان وتقاتلا وكان الغالب أبا الذهب فقتل علي بيك المزبور وأكثر في عسكره السفك وإراقة الدماء ومن جملة المقتولين صليبي بن عمر الظاهر وتفرقت عساكر علي بيك والظاهر ايدي سبا ثم رجع أبو الذهب إلى مصر واستقل برياستها ثم في سنة تسع وثمانين ومائة وألف توجه من مصر بالعساكر العظيمة والعدد والعدد قاصداً أجلاء الظاهر ودولته وقتله وقتل أولاده فلما بلغ الظاهر هذا الخبر استعد لمحاصرته ومضاربته وأرسل إلى بلدة يافا أعيان شجعانه الذين كان يسميهم بالفدأوية وأمرهم أن يكونوا بقلعة يافا يحصونها بالأطواب وبقي هو في بلدته عكا قلائل ورأى أنه يطول المر به في المحاصرة لها فأمر باصطناع مدفع عظيم مساحة كلته ذراع وثلث ثم إنه أمر بوضعها في المدفع مع قنطارين من البارود وأبعد معسكره عنه أربعة أميال ثم أمر برمي المدفع المذكور على القلعة فلما قوص هدمها على أهلها فخرج بعض أهاليها وقتل البعض فأمر بالقبض على من خرج سالماً وربطهم بحبل على بعضهم بعضاً ثم جلس على كرسي وأمر بضرب أعناقهم فضربت أعناقهم عن آخرهم وهو جالس ينظر إليهم ثم في ثاني يوم من قتلهم وهدم تلك البلد عجل الله له الموت فمات ثاني اليوم مسموماً بسم أرسله له عمر الظاهر وجعل لمن أدخله عليه خمسة آلاف دينار ثم إن أعيان دوله جوفوه وحملوه ميتاً إلى القاهرة فدفن بالجامع الذي أنشأه تجاه جامع الأزهر وقد أرخ وفاته أديب مصر وشاعرها الشيخ قاسم الملقب بالأديب الشافعي بقولهأنه كان سبب مجيئنا إلى هذه البلاد الشامية لأجل مقاتلة عثمان باشا فلو خرج لنا لخارج البلدة ما قارشناكم وسبب تعرضنا للقلعة أن بها عثمان باشا وأمواله فلما تحققنا ذهابه وأنه ليس بها رفعنا القتال عنها وما مرادنا بلدتكم ولا اضراركم وأذيتكم وهذه بلدة مولانا السلطان الأعظم مصطفى خان والقلعة أبد الله خلافته إلى يوم الدين ولم يقع من عسكرنا أذية لأحد من أهل الشام فنرجوا أن تبتهلوا بالدعاء لحضرة مولانا السلطان ولنا بالتبعية واذكرونا بالخير والجميل والسلام وطلب الجواب من أعيان دمشق وعلمائها عن ذلك فأجابوه أنه وصل كتابكم وعرفتمونا أن سبب مجيئكم عثمان باشا وقد ذهب وإن البلدة بلدة مولانا السلطان وما مرادنا البلدة والآن إنكم عزمتم على العود إلى مصر فتوجهوا إلى حيث شئتم والسلام وثاني يوم وهو يوم الثلاثاء خاسم ربيع الأول رحل عن دمشق متوجهاً إلى مصر فعند ذلك اجتمع علماء البلدة في دار السعادة وكتبوا لكافل دمشق الوزير عثمان باشا جميع ما صدر وإن أبا الذهب رحل عن دمشق متوجهاً إلى مصر في يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول ورد إلى دمشق كافلها عثمان باشا وولده محمد باشا والقاضي العام بها محمد مكي أفندي بن إبراهيم أفندي والأعيان والأفندية والعساكر التي كأنت فرت وقدم رئيس اليرلية يوسف أغا ابن جبري من جبل الدروز ومعه خمس آلاف درزي وانزلهم في البلدة بأمر من عثمان باشا ثم بعد مدة أيام رفع عثمان باشا يوسف أغا المزبور إلى سجن القلعة وأمر بخنقه فخنق لأنه كان السبب في تقوية الدولة المصرية على العساكر الشامية طمعاً منه في قتل عثمان باشا وصيرورته مكانه كافلاً بدمشق فما قدر الله ذلك وأرجع كيده في نحره فلا قوة إلا بالله ثم لما رجع المترجم ووصل إلى القاهرة وأخبر مولاه علي بيك بما فعل لم يرض بذلك ولامه على تركه الشام بعد الاستيلاء عليها وطرده فصار أبو الذهب من أعدائه فخرج من مصر إلى بلاد الصعيد وجهز عساكر عظيمة ورجع إلى مصر فطرد منها مولاه المزبور واستولى مكانه فخرج هارباً علي بيك بعساكره وجاء إلى عكا ووقع عند عمر الظاهر وطلب منه أن يعينه على قتل أبي الذهب فجهز له عساكر جمة وأرسلها معه وأصحبه زمرة من أولاده وأجناده فخرج وقصد مصر فلما بلغ خبره أبا الذهب خرج من مصر