اثنتين وثلاثين بعد المائة ثم بعد أن جاب البلاد وانقضت مدة الاغتراب عاد لدار السلطنة ووافاه الخط الكامن في خبايا الأيام وعين معلماً للخط المنسوب في الدائرة السلطانية وكان السلطان أحمد خان الثالث يهش إذا رأى المترجم وهو الذي لقبه بالهندي ثم تغيرت به الأحوال ووقع من الهرم بأوحال وانقطع في داره سنين وكانت وفاته بقسطنطينية سنة ست وتسعين ومائة وألف ودفن باسكدار ونيكدة بكسر النون وياء ثم كاف ساكنة ودال مفتوحة وهاء بلدة بالقرب من قونية رحمه الله تعالى
[يعقوب باشا الوزير]
قدم حلب مرتين مرة حين انفصاله من صيدا ماراً إلى أدرنة ومرة حين قدمها والياً سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف سار في مبدء أمره سيرة حسنة بحلب ثم جاز لما أمر بالجردة من حلب لاستقبال الحجيج ولم يعد منها لحلب بل توجه إلى دار السلطنة فإنه كان دعى للمصاهرة وكان رحمه الله تعالى لا بأس به له شفقة ومحبة للفقراء وفي أيامه وصل سفير طهماس قولي المدعو بنادرشاه من مملكة إيران لحلب مجتازاً لدار السلطنة واحتفلت له الدولة العلية إظهار الأبهة السلطنة ومعه تسعة من الفيلة عل ظهورهم التخوت وهم أمام السفير كل هنية يقفون لسلامه ويأمرهم الفيال فيطأطئون خرطومهم حين السلام وكان وصولهم لحلب ثامن شوال سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وكان يوماً مشهوداً حضرت أهل القرى كلها لأجل مشاهدة الفيلة واسم هذا السفير حجي خان كان من أهل العناد والطغيان وكان قدم سفير آخر من طهماس المذكور واجتاز بحلب عاشر شوال سنة خمس وأربعين ومائة وألف لجمع الأسارى والقصة مشهورة إلا أنه لم يكن بهذه الأبهة وخرجت إليه نساء الأعاجم اللاتي كن أخذن أسارى واستولدن فمنهم من أبي وهو الأقل والباقون تبعوا السفير لارتكاب القبائح علناً وتوفي بعد ذلك بقليل رحمه الله تعالى
[يعقوب الموصلي]
ابن خلف الموصلي الحنفي الفقيه الزاهد كان صاحب ديانة وفقه وعلم وعمل وانقطاع إلى الله وليس له اشتغال إلا بالصلاح والزهد ومراجعة فضلاء العصر كالسيد يحيى أفندي الفخري مفتي الموصل وله معرفة وخبرة تامة في المسائل الدينية وهمة عالية في قضاء حوائج الناس ودخل حلب مرتين ورجع إلى الموصل وكانت وفاته في أواخر هذا القرن رحمه الله تعالى
[يس اللدي]
الفقيه الشافعي المحدث المفسر المنطقي النحوي الأديب المفنن كان له قدم راسخ في العبادة