لقد هدانا بارشاد له وضمن ... والله أعطاه حتى إن رضى وأمن
من مثل طه وسر الله منه ركن ... أطاعه سكره حتى تمكن من
فعل الصحاة فهذا سد الناس
ومن ذلك تخميس الأديب السيد عبد الفتاح مغيزل
من كان من نور ذات الحق نشأته ... ومن علت ذروة الأفلاك رتبته
من حالة القرب والتقديس خمرته ... يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته
عن المدام ولا يلهو عن الكاس
عن درك أوصافه قد حار كل فطن ... فدوهر العلم والتحقيق فيه كمن
إن رام في سكره الارشاد فهو أمن ... أطاعه سكره حتى تمكن من
فعل الصحاة فهذا سيد الناس
وله عفى عنه غير ذلك من الأشعار الفائقة وكانت وفاته في ليلة الجمعة في الثاني والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين ومائة وألف وفي يوم الجمعة دفن في مدرستنا الكائنة بمحلة سوق صاروجا ورثى بقصائد كثيرة وتولى افتاء الحنيفة بعده أخوه المولى السيد حسين إلى أن مات وذلك في رمضان سنة ثمان وثمانين ومائة وألف وسيأتي ذكره والده محمد وعمه مصطفى وجده مراد إن شاء الله تعالى ومن العجيب إن المترجم رحمه الله تعالى لما ختم درس السليمانية في سنة وفاته وكان ذلك الدرس آخر الدروس أنشد في الملاء العام هذين البيتين المشهورين وهما
دفنوا الجسم في الثرى ... ليس في الجسم منتفع
إنما السر في الذي ... كان في الجسم وارتفع
[علي ابن أيوب الخلوتي]
علي بن محمد بن أبي السعود بن أيوب الخلوتي الحنفي الدمشقي الفاضل المتفوق الكامل كان من الأفاضل المحصلين ولد بدمشق في سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ونشأ بها في حجر والده الشيخ الصالح واشتغل بتحصيل العلوم وقرأ على الشيخ عبد الله البصروي في فنون عديدة منها في النحو شرح القطر للفاكهي وشرح الكافية للجامي وحاشية عصام الدين قراءة بحث وتدقيق وانتفع به ومن مشايخه الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري المفتي والشيخ علي كزبر قرأ عليه في مصطلح الحديث وأجازه ومنهم الشيخ صالح الجينيني والشيخ محمد الدمري الطرابلسي نزيل دمشق والسيد محمد العبيبي والعارف الشيخ عليم الله الهندي نزيل دمشق فإنه قرأ عليه في المنطق وأجازه اجازة حافلة واجتهد في العلوم