هذا النبي الهاشمي محمد ... يوم اللقا سبل البخاة يبلغ
بمقامه المحمود خص مشفعاً ... جمع الخلائق بالشفاعة يسبغ
قامت له الأملاك تحت لوائه ... والرسل صفواً ليس عنه مروغ
كل يشير إليه ليس لغيره ... في فتح باب الفضل ما يتسوغ
ما نال هذا قبله أحد ولا ... من بعده أضحى لذاك مسوغ
فتباهت الأزمان والعليا به ... والعيش مذ جاء الكريم يرغرغ
كم جاء بشرى الأنبياء لقومهم ... بالحاتم المختار ان قد يبزغ
ومحا الظلام ظهوره وبفجره ... يعلو الهدى فوق الضلال ويدمغ
يا ليلة غراء أسفر صبحها ... والضوء من شمس الهداية ينبغ
فيها ابتهاج والسرور مكرراً ... للدين حقا إذ أتاه مبلغ
يا سيد الرسل الكرام ومن به ... غوث الورى أنت الكريم المسبغ
أنت الشفيع بباب جاهك صبحت ... منا القلوب بثقلها تتمرغ
واستوثقت بالحب من زمن الصبا ... وازداد ما عن بابه تتروغ
انتهى توفي بادرنة من بلاد الروم في صفر سنة أربع ومائة وألف ودفن على قارعة الطريق رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن الشهير بشقده]
عبد الرحيم بن مصطفى بن أحمد الشافعي الدمشقي الصالحي الشهير بشقده الشيخ العالم الفاضل البارع ولد بصالحية دمشق ونشأ بها وأخذ في طلب العلم فأخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وأبي الفلاح عبد الحي العكري وأجاز له الاستاذ النابلسي اجازة خاصة كتبها له بخطه ونبل وفضل وكان يعظ بالجامع الجديد بالصالحية ولوعظه تأثير في القلوب وكان يخطب بجامع قرية برزة ويؤم في جامع العفيف بالصالحية واختصر تاريخ شيخه العكري المسمى شذرات الذهب اختصاراً حسناً وله غير ذلك من الآثار والفوائد وبالجملة فقد كان من آثار السلف الصالحين وأهل الفضل والديانة وله شعر قليل وقفت على شيء منه وكانت وفاته نهار الجمعة ثامن صفر سنة ستين ومائة وألف عن تسعين سنة تقريباً ودفن بسفح قاسيون بقرب ضريح الشيخ عبد الهادي.
[عبد الرحيم المنير]
عبد الرحيم بن السيد أسعد بن إسحق المعروف كأسلافه بالمنبر الشافعي الدمشقي الشيخ الفاضل كان صالحاً كاتباً له مشاركة في العلوم وكتب كتباً بخطه كثيرة