المدرسين والموالي وقطن قسطنطينية واستقام بها وتنقل بالمدارس على قاعدتهم ولما توفي كان في موصلة السليمانية المتعارفة بينهم وكان يتعاطى بيع الكتب وصنعة الصحافة في مدة اقامته وله فضيلة بالعلوم ومعرفة ولما ارتحل إلى الروم الفاضل سليمان المحاسني الدمشقي خطيب الأموي وإمامه دعاه إلى المبيت بداره ثمة المترجم فامتدحه بقوله
ألا يا دار حيتك الفوادي ... بكل كرامة في طول عمر
ودام وجودك يسمو بمولى ... كريم الطبع ذو شرف وفخر
هو المفضال من كيلان يغدو ... بكل مزية في طيب بشر
لطيف الطبع دام بكل مجد ... على أمد الدهور ليوم حشر
وكانت وفاته بقسطنطينية في شعبان سنة احدى وتسعين ومائة وألف ودفن بالتربة المعروفة بمحمود باشا رحمه الله تعالى.
[عبد اللطيف العمري]
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن أحمد العمري الشهير بابن عبد الهادي الشافعي الدمشقي القادري الخلوتي الشيخ الصالح الدين المعتقد الفالح التقي النقي كان من المشايخ المعتقدين مبجلاً محترماً عند الناس وموسوماً بالصلاح والديانة ولما توفي شيخ الخلوتية بدمشق الشيخ عبد الوهاب الغراوي الغميان ترك ولداً يسمى الشيخ محمد ويلقب بالملك عرضت المشيخة على صاحب الترجمة فلم يقبلها لوجود ولده ثم بعد مضي ستة أشهر توفي الشيخ محمد ولده فعرضت ثانياً على المترجم فأبى عنها فألزمه جمع غفير من العلماء والمشايخ الخلوتية السابقين وحج إلى بيت الله الحرام وكانت وفاته في سنة أربع وستين ومائة وألف عن نيف وسبعين سنة ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
[عبد اللطيف الأدلبي]
عبد اللطيف الحنفي الأدلبي الكاتب العارف بصنعة الرمل مولده تقريباً بعد العشرين من هذا القرن في أدلب الصغرى ونشأ بها ورحل إلى طرابلس الشام قدم حلب سنة خمس وخمسين ومائة وألف وقرأ على فضلائها منهم الشيخ طه الجبريني والسيد علي العطار وغيرهما وكان يكتسب بالرمل لضعف حاله وله فيه معرفة تامة وشوهد له فيه أمور عجيبة منها إنه كان له انتساب ومحبة مع ابن الخنكارلي أحد أعيان حلب وكان المذكور مع مخدومه الوزير عبد الله باشا بجزيرة قبرس