ابن عمر بن سالم بن أحمد بن شيخان بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله عبود بن علي ابن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي ابن الفقيه المقدم عرف جد جده بشيخان باعلوي الحسني ذكره شيخنا السيد العلامة محمد بن أبي بكر الشلي في المشرع الروي في أشراف بني علوي فقال فريد هذا الزمان ومن ألقت إليه الأقران مقاليد السلم والأمان الجامع بين الرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية حوى الفضائل والفواضل والنهى وحاز الدين والحسن والتقى وأتقن في كل الفنون وافتخر به الآباء والبنون ولد بأم القرى ثاني عشر محرم سنة احدى وخمسين وألف ونشأ بها والفلاح يشرق من محياه وطيب أنفاسه يفوح من رياه وحفظ بعض الارشاد ومتن النهج والألفية وغير ذلك من المتون وأخذ عن الشهاب أحمد بن عبد الله بن عبد الرؤف المكي عدة علوم ولازم العلامة علي بن الجمال والوجيه السيد محمد الشلي وأجاز له المسند محمد بن سليمان المغربي بمروياته وأخذ عنه عدة علوم وبرع وفضل ودرس بالمسجد الحرام وصار أحد أعيان فضلاء مكة وأعاظم كبرائها وله مع ذلك في الأدب طول باع وفي العربية سعة اطلاع وكرم نفس وحسن طباع مع ما منحه الله من أدب أزهى من الأزهار وخلق حسن ألطف من نسيم الأسحار ومنطق ألذ من تغريد الطيور على صفحات الأنوار وتمسك بالسبب الأقوى من التقوى واجتهاد في الأعمال الصالحة لا تطيق أترابه حمله ولا تقوى وإليه المفزع في كل حادثة عجماء وداهية دهياء إلى كرم لا يقاس بحاتم وصدع بالحق لا يخاف بطشة ظالم وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم انتهى كلام الشلي في المشرع الروي في أشراف بني علوي وأخذ عن صاحب الترجمة الوجيه عبد الرحمن الذهبي الدمشقي نزيل مكة وترجمه في رحلته فقال كان رحمه الله تعالى أجل خدن لي أتمتع في رياض فضائله بمقيل ظله الوريف وأتضوع من عبير عرفه اللطيف وصحبته مدة تزيد على أربعين سنة حضراً وسفراً لا أفارقه ولا يفارقني في غالب الأوقات ولم أر منه إلا خيراً وإحساناً وإفضالاً وإمتناناً حتى توفي في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ثامن شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وصلى عليه ضحى يومها بالمسجد الحرام اماماً بالناس الشيخ أحمد النخلي في مشهد حافل وكنت ولله الحمد من المباشرين لغسله وتكفينه ودفنه نفعني الله به وجمعني به في مستقر رحمته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً والحمد لله رب العالمين رحمه الله رحمة واسعة ورحم من مات من أموات المسلمين أجمعين آمين.