الشيخ العالم الفاضل المعمر الكامل الفقيه أبو الفتح جمال الدين ولد بدمشق وبها نشأ وقرأ على علماء عصره وأخذ عنهم كالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ عبد الرحيم بن محمد الكابلي والملا الياس بن إبراهيم الكوراني والشمس محمد بن علي الكاملي والشيخ أبي الصفاء ابن الشيخ أيوب الخلوتي وأجاز له خاتمة المسندين محمد بن سليمان المغربي نزيل دمشق والمتوفي بها سنة ألف وأربع وتسعين وصار أحد أمناء الفتوى عند الشيخ أبي الصفاء المفتي المذكور واتصل بابنته وتولى افتاء المالكية بعد أخيه السيد أسعد وصارت له احدى التداريس بوقف بشير أغا القزلار في الجامع الأموي بعشرة عثامنة ولازم التدريس والاقراء في الجامع الصغير وألف كتابة عليه لم تكمل وكان قد ورث من الخواجا السيد عبد الحق العاتكي مبلغاً وافراً من الدراهم فصرفه على الاطراء بمدحه والاشتهار وعمر قصراً بالجسر الأبيض بصالحية دمشق وصرف عليه مالاً كثيراً وكان يميل للترفه والتنعم وكانت له عدة وظائف كتولية المدرسة الحافظية بالصالحية وغيرها وله ادرارات لأجل الاشتهار وصار شيخاً في الخلوتية وعمر زاوية ومنارة قرب داره ودار بني البكري في حارة البيمارستان النوري وأتلف على ذلك أموالاً جمة وصار يقيم بها الأذكار ويختلي ولم يزل يصرف ماله على المريدين والمنشدين حتى صار من الشيوخ المعدودين ولم يزل على حالته هذه حتى توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف مطعوناً عن نحو تسعين سنة ودفن بتربة مرج الدحداح تحت رجلي القطب الشيخ أيوب الخلوتي بتربة الذهبية رحمه الله تعالى.
[يوسف الطباخ]
ابن عبد الله الشهير بالطباخ الخلوتي الدمشقي الشيخ الأستاذ الامام الورع الزاهد العابد الناصح كان من أولياء الله تعالى معتقداً عند خاصة الناس وعامتهم مع الديانة والتقوى وكف الفضول وهو في الأصل مملوك لبني الميداني التجار فوفقه الله إلى الخير فأخذ طريق الخلوتية عن الأستاذ الكبير الشيخ حسن المرجاني البطائحي المعروف بالطباخ وهو أخذها عن العارف بالله الشيخ عيسى المعروف بان كنان وتتلمذ للمذكور ثم إنه لما مرض كان له ولد فأراد خلفاؤه أن يخلفوا ولده فقال أرسلوا خلف يوسف فلما جئ به بايعه وجعله خليفة على السجادة وكان ذلك في سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ثم إنه استقام بها إلى أن مات وظهر منه صلاح وكرامات خارقة وبدا كالشمس في رابعة النهار وقيل إنه كان من الأبدال وصار يقيم الذكر في مدرسة السميساطية وفي جامع التوبة ويختلي في جامع تنكز في كل سنة وأقبلت الناس عليه ومما يحكي عنه إنه جاء رجل من سادات الأشراف بدمشق