وقال المعري في وصف الخيل
ولما لم يسابقهن شيء ... من الحيوان سابقن الظلالا
وقال أيضاً من أبيات وبالغ
تكاد سوابق حملته تغني ... عن الأقدار صوناً وابتذالا
وللأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي في سابح
وسابح أيان وجهته ... رأيته يا صاح طوع اليد
ومن معميات المترجم قوله في أحمد
قم يا نديمي نصطبح ساعة ... على غدير ماؤه كالنصار
فقد أزاح الظبي تاج الطلا ... ودارها صرفاً كما الجلنار
وقوله في مليك
أيا نسيماً قد سرى موهناً ... رفقاً بصب خلفوه لقا
فناظري مذ لاح برق الحمى ... غض وقلبي ذاب مذ أبرقا
وقوله في درويش
رب روض قد حللنا دوحه ... وتمتعنا اغتباقاً واصطباحا
طاف بالورد علينا شادن ... زاد بالقلب غراماً حين لاحا
وقوله في مسلم
مذ بدا يثني قواماً مائساً ... قلت والعين بماء تذرف
بلماك العذب يا غصن النقا ... جد على مضنى براه الأسف
وقوله في أغيد
بدر تمّ ينثني من ميد ... بقوام مائس يسبي العذارى
أقسمت ألحاظه النجل بان ... تخلع السقم على قلبي شعارا
وله غير ذلك وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين ومائة وألف بقسطنطينية رحمه الله تعالى
[مصطفى السفرجلاني]
ابن محمد بن عمر بن إبراهيم المعروف بالسفرجلاني الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية وأحد المدرسين بها آية الله في العلوم العقلية ونادرة الدوران وبهجة وجه الزمان كان من أعاظم الأفاضل عالماً مدققاً كثير الفضل جم الفضائل عجيب المطارحة صاحب نكت ولطائف له الراحة العليا في تحقيق العبارات مع الأدب والحذق والذكاء التام ولد بدمشق وبها نشا وقرأ على أشياخ عصره وبرع وتنبل وأشرق بدره المنير وبزغت شمس معارفه