للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأريد أن أبدي شكاية هجره ... فيسدّ منه بكأس موعده فمي

وللمترجم في معذر

قالوا تعذر فأقلع عنه قلت لهم ... كفوا الملام فقد حلى محاسنه

فالبدر ليس له نور يضاء به ... إلا إذا ما سواد الليل قارنه

أقول وبالمناسبة تذكرت معنى لطيفاً في العذار وهو قول الأمين المحبي من قصيدة له

ستراً لجمال خدوده بعوارض ... قتل النفوس بها وأحيا الأعينا

والشمس يمنعها اجتلاها أن ترى ... فإذا اكتست برقيق غيم أمكنا

ثم رأيت الأمين أخذه من قول الأرجاني

أيراد صونك بالتبرقع ضلة ... وأرى السفور لمثل حسنك أصونا

كالشمس يمنعك اجتلاؤك نورها ... فإذا اكتست برقيق غيم أمكنا

وكان المترجم بدمشق في أحد قدوماته إليها وكان ممن يصحبه ويرافقه الشيخ مصطفى العمري الدمشقي المقدم ذكره ففي أحد الأيام وقف في محلة القباقبية بالقرب من دار العمري المذكور هو وإياه فنظر إلى غلام هناك في حانوت يبيع التتن قده مائل وورد خدوده غير ذابل بحسن راق مجتلاه وفاق نور سنا محياه وله خال يجلس معه في الحانوت وأيضاً على خده خال كفتيت المسك صحيفة الياقوت فقال له المترجم هل تبيعني شيئاً من التتن فقال ولا بأس ووضع له شيئاً من ذلك وفت عليه سحيق مسك كان في ورقة وقال له الغلام هذا المسك من خالي وأراد به خاله الذي هو أخو والدته فعند ذلك طرب المترجم من هذه الموافقة والقضية وأنشد ناظماً هذين البيتين من فكرته السنية فجرت فيهما التورية اللطيفة وهما قوله

بحبة مسك قد حباني جؤذر ... وأشجى فؤاداً كان عن حبه خالي

وقال ألا لا نحسب المسك من دمي ... لكوني غزالاً إنما المسك من خالي

وله في وصف جواد سابق

وطرف لجيني الاهاب تخاله ... شهاباً إذا ما انقض في موقف الزحف

يسابق برق الأفق حتى إذا رنا ... يسابق في مضمار موقع الطرف

وللشيخ جمال الدين بن يوسف الصوفي في جواد

وأدهم اللون فاق البرق فانتظره ... فغابت الريح حتى غيبت أثره

فواضع رجله حيث انهت يده ... وواضع يده أنى رمى بصره

ولابن نباتة كذلك وهو قوله

لما ترفع عن ندّ يسابقه ... أضحى يسابق في ميدانه نظره

<<  <  ج: ص:  >  >>