للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها

على منها كبهم سمر مثققة ... ترى المنايا بها للعمر تنتظر

وفي أكفهم بيض إذا لمعت ... انستك لمع بريق الغور ان شهروا

ترى المذاكي لهم من تحتهم ضبح ... كنفخة الصورى لما تبعث الصور

وامتدحه غيره من الأدباء وبينه وبينهم كأنت مراسلات شعرية أدبية ومطارحات ومدائح سنية فلا حاجة للتطويل ولم يزل المترجم لمناهج أسلافه يقتفي ماجداً أديباً ممدوحاً جواداً رئيساً حتى توفي وبالجملة فقد كان من رؤساء الأجناد أرباب المعارف ونبل بيتهم وسراج ليلهم وصبح دجاهم وغرة وجههم وكأنت وفاته في سابع شعبان سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة مسجد النارنج بالميدان رحمه الله تعالى.

[حسين الحموي]

حسين الحموي نزيل دمشق الولي الصالح الخاشع صاحب الكرامات والمكاشفات المستغرق أحد أولياء الله تعالى في الكون كان يلبس الخشن من الثياب ويدور في الأزقة وأخراً انقطع في دهليز بني البهنسي ثم أنتقل منه إلى زقاق الأوضه باشي وجلس تحت سقيفة هناك على القمامات والأحجار وكأنت الكلاب لا تفارقه لأنه كان يطعمها مما يأتي إليه من الطعام وربما أفرغ الأناء على الأرض وأكل معهم وقيل انه كان المتدرك بنواحي الجامع الأموي وله كرامات ومكاشفات صريحة وللناس به اعتقاد عظيم ومن كراماته انه رأى رجلاً يحمل علبة لبن فناداه وأخذها منه وصبها للكلاب فنظر الرجل فإذا فيها فرخ حية ومنها انه دخل لص بيتاً ليس فيه سوى نسوة لم يعلمن به فطرق الباب عليهم الشيخ المترجم ففتحوا له فدخل وأرادوا منعه وقالوا له يا شيخ حسين نحن نسوة وما عندنا رجل فلم يرد عليهم جواباً إلى أن طلع للمحل الذي اختفى فيه ذلك اللص وقال له اخرج فخرج وتبعه ومنها ان وزيراً من وزراء آل عثمان ولي حكومة دمشق فلما استقر بها سمع وبخبر الشيخ فأرسل أحد أعوانه إلى الشيخ المترجم وأرسل له معه ستة عبي فلما وصل إليه قبل يديه وقال له يقبل أياديكم المولى الوزير فلان ويسألكم الدعاء وهو مرسل هذه العبي لأجل أن تلبسوها فقال له لا أقبل منها شيأ وكش في وجهه فوقع على يديه وقال له لا يمكنني أخذها خوفاً من الوزير وترامى عليه ففي الآخر قبلهم وقال له أعطيناه منصب دمشق ست سنوات كل عباة سنة وكان الأمر كذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>