نظرة منك يبتغيها محب ... فعساه يمد من نفحاتك
ليس يدعي لنظرة هي تسقي ... ظمأي من رحيق فيض فراتك
دمت في نعمة من الذكر تسمو ... وليكن في الأمان تاريخ ذاتك
وله غير ذلك من النظم والنثر وفي سنة ست عشرة ومائة وألف صار كتخدا جند الينكجرية فمدحه يهنيه عند ذلك الأديب عبد الحي ابن الطويل المعروف بالخال بقوله ومطلع القصيدة
لاموا ولكنهم لو عاينوا عذروا ... بل انهم عجلوا في اللوم ما صبروا
والله لو شاهدوا أوصافه وجموا ... عن نطق ميم ملام فيه وانبهروا
هذا الذي فعلت أسياف مقلته ... فعل المنايا إذا ما صادف القدر
عجبت من فعل الحاظ له فتكت ... مع ان أجفانه من نظرتي انكسروا
لا سومحت أعين للغيد انهم ... جاروا على القلب لما نحوه نظروا
كجور دهري الذي آراؤه انعكست ... كأنما قد غدا في سفله البصر
إذ الاسافل ملحوظون فيه بما ... يسرهم والأعالي عيشهم كدر
ابن اللئام من الانعام مشتهر ... وابن الكرام من الاعدام مستتر
فذاك أمواله أنسته فطرته ... وذا أماليه منها القلب ينفطر
سبحانه لا اعتراض في ارادته ... ولا على فعل هذا الوقت مصطبر
لكن ذكرى لجور الدهر تسلية ... لمن له الدهر والأيام قد غدروا
يا دهر اذ لم تباين عنك فاقره ... أشكوك مولى إليه أنت تفتقر
الكامل الندب من أوصافه اشتهرت ... في الكون حتى غدت تتلى وتستطر
الأريحي الذي فاقت مكارمه ... سيل التلاع ومنها يستحي المطر
اللوذعي ذكي القلب طيبه ... الألمعي الذي ألفاظه درر
طلاع طود المعالي حين تقصر عن ... صعوده الصيد والأوهام والفكر
سهل العريكة دارت حوله أسد ... كأنه الماء قد حفت به الشرر
ان قيل من ذا الذي تعني أقول لهم ... حسين ابن الموسى الباسل الذمر
سليل قوم بنوا للمجد أبنية ... تعلو على الشمس اذ من دونها القمر
ما قصروا في اكتساب المكرمات ولا ... تمهلوا بل على نيل العلى اقتصروا
هم الكماة السراة الصيد ان وعدوا ... وفوا وعفوا إذا ما شمتهم قدروا
ونشر طيب ثناهم دائماً أبداً ... كالمسك والمدح فيهم طيب عطر