في الجبل عند الشق انه مكان إبراهيم وان الآثار التي فوق الشق بالجبل هي موضع رؤية إبراهيم الكواكب الذي ذكره الله تعالى في كتابه العظيم فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي انه كان في ذلك الموضع وهو معروف فمن قصده وصلى فيه ودعا أجابه الله تعالى في دعائه فان ذلك الجبل كان فيه لوط وجماعة من الأنبياء وآثارهم في مواضع في الجبل بالقرب من مسجد إبراهيم وأدركت الشيوخ يقصدونه ويقيمون فيه ويدعون الله تعالى وهو نافع لقسوة القلب وكثرة الذنوب وقال ابن عساكر قال ابن عباس رضي الله عنه مقام إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون لما جاء مغيثاً للوط عليه السلام أقام فيه وصلى وعن الأوزاعي ان الجليل في هذا المقام أي ببرزة اتخذه مسجداً وعن الزهري ان مسجد إبراهيم عليه السلام في قرية برزة من صلى فيه أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وان دعا استجيب له وفي رواية ويسأل الله تعالى ما شاء فانه لا يرده خائباً وهذه الرواية التي ذكرها صاحب الترجمة أقول وقد قال الحسن البصري في فضائل الشام قال شيخنا البرهان الناجي ان القاضي أبا بكر ابن العربي الشافعي ذكر في كتابه أخبار الأوائل انه شاهد صحة ذلك واستدل له بما وقع للسبكي مع تنكر نائب الشام فانه عزم على ضرب ولده القاضي حسين فتوجه السبكي إلى المقام بقرية برزة فأقام به يسأل الله تعالى أن يكفيه شره فما نزل حتى أخذ الله تنكز وامتدحه الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي بأبيات مطلعها
يا مقام الخليل إبراهيما ... زادك الله في الورى تعظيما
قد أتيناك بافتقار وذل ... نرتجي العفو والجناب الكريما
فعسى الله ان يمن بفضل ... وقبول يعمنا تعميما
ودواعي السرور قد شملتنا ... تممت ما نرومه تتميما
وللشيخ علاء الدين بن صدقة فيه قوله
لا تمل عن رياض برزة يوماً ... فهواها شفاء كل عليل
قل صبري عنها وكيف اصطباري ... عن رياض فيها مقام الخليل
أقول والناس عن هذا المقام غافلون وهو مقام شريف عظيم وناهيك بمقام إبراهيم وكأنت وفاة صاحب الترجمة في يوم الأربعاء وقت الضحى سادس جمادي الثانية سنة سبع ومائة وألف رحمه الله تعالى.