ولو قلم ألقيت في شق رأسه ... من السقم ما غيرت من كف كاتب
وقول أبي بكر الخالدي
مهدّد خانه التفريق في أمله ... أضناه سيده ظلماً بمرتحله
فرق حتى لو أن الدهر قاد له ... حيناً لما أبصرته مقلتا أجله
وقول ابن العميد
لو أن ما أبقيت من جسمي قذى ... في العين لم يمنع من الأغفاء
وقول الواسطي
قد كان لي فيما مضى خاتم ... واليوم لو شئت تمنطقت به
وذبت حتى صرت لو زج بي ... في مقلة النائم لم ينتبه
وقول أبي بكر العمري
كدت أخفي من ضنى جسدي ... عن عيون الجن والبشر
وقول بعضهم من أبيات
ولو أنني علقت في رجل نملة ... لسارت ولم تدري بأني تعلقت
ولو نمت في عين البعوض معارضاً ... لما علمت في أيّ زاوية بت
وللمترجم غير ذلك من الشعر الحسن وآخراً استولت عليه الأمراض والعلل وكانت وفاته قبيل الغروب يوم الخميس سابع عشر محرم افتتاح سنة سبع وستين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح خارج باب الفراديس رحمه الله تعالى.
[محمد بن أبي اللطف]
ابن عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحق الحنفي القدسي الجهبذ الهمام العالم الفاضل كان من مشاهير العلماء كوالده المقدم ذكره وله النظم البديع وكان أفقه الحنفية بوقته وتولى افتاء القدس وقام به حق القيام رادعاً للحكام ولا يبالي وله الفتاوي الحسنة المحمدية وكان له حدة في طبعه وبالجملة فقد كان من الأفراد ولم أتحقق وفاته في أي سنة ولكن أخبرت إنه دفن بتربة باب الرحمة بالقدس رحمه الله تعالى.
[محمد الأسكداري]
ابن عبد الله بن السيد أسعد أفندي الأسكداري المدني الحنفي الشيخ الفاضل العالم الكامل ولد بالمدينة المنورة سنة أربع وأربعين ومائة وألف ونشأ بها وقرأ على مير ملا شيخ الأزبكي والشيخ إبراهيم بن فيض الله السندي والسيد محمد مولاي المغربي وعلى غيرهم وتولى الافتاء في المدينة المنورة وناب في القضاء أيضاً وكان فاضلاً لطيفاً حسن السيرة سالم