لمصابه وفقدت بارا يشفق ووالد يرحم وملازا للنائبات يعد وقد فصلت أحواله وأطلت في ذكرها في كتأبي أتحاف الأخلاف بأوصاف الأسلاف توفي رضي الله عنه بعد أن مرض شهراً يوم الجمعة خامس عشر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائة وألف ودفن من اليوم على والده في مقبرتنا داخل دارنا في محلة سوق صاروجا وكأنت جنازته حافلة حضرها أهالي دمشق جميعاً رحمه الله تعالى.
[حسين الخالدي]
حسين بن محمد بن موسى بن محمود بن محمد بن صالح الخالدي القدسي الحنفي أبو عبد الله الشيخ العالم الأديب النجيب المتفوق الذكي الكاتب ولد سنة احدى وخمسين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم واشتغل بالأخذ والتحصيل وجل أنتفاعه إلى الشيخ أبي النون يونس بن محمد الغزالي الخليلي نزيل بيت المقدس وكان سريع الكتابة والانشاء يعرف الأدب واللغة حسن الخط ونظم الشعر وبرع به ومن نظمه وأنشدنيه من لفظه تعجيز وتصدير قصيدة كعب بن زهير المشهورة اللامية والتوسلات الألهية وأهداها إلي بخطه وله من التآليف البشائر النبوية وغاية الوصول في مدح الرسول وغير ذلك من النظم والنثر وتعاني الشهادة والكتابة في مجلس القضاء بالقدس وصار أحد العدول المنوه بهم والمشهورين بالمعرفة وامتحن أيام نائب دمشق جواد الدين درويش بن عثمان الوزير وسعى به أناس عنده وأرادوا تكديره واعتقاله ونسبوه إلى أفعال وأشياء قبيحة فأرسل جاء به من القدس إلى دمشق وأمر بحبسه واعتقاله وتأديبه فمنعته عن ذلك وتشفعت به وأخذته إلى داري وبقي عندي أياماً وعاد إلى القدس مكرماً مبجلاً وذلك سنة تسع وتسعين ومائة وألف ولم تطل مدته ومات وكأنت وفاته بالقدس في ختام شعبان سنة مائتين وألف أنشدني من لفظه لنفسه هذه القصيدة يمدحني بها
أخليل دين الله يا ابن عماده ... ملجأ الأفاضل كهفها ببلاده
نسل الأماجد كابراً من كابر ... أقطاب غوث رحمة لعباده
مفتي دمشق وروح جسم حياتها ... بدلاً وهدايا عزها بسداده
وبهاؤه كبهاء ذي التاج الذي ... ملك الورى مع حكمة في امداده
بدر الجمال كيوسف في مصره ... شمس الهدى انسان عين مراده
رضوانها هذا وفرقد نجمها ... مصباحتها وطيبها بسهاده
فأبوك نعم الليث وهو عليهم ... علامة اذ يقتدي برشاده